فهرس الكتاب
الصفحة 433 من 517

والثالثة في اقامة الدليل على ثبوتها وما يتعلق بذلك. المسئلة الأولى: في معنى النبوّة والنبي لغة. لفظ النبوة في اللغة على وجهين مهموز وغير مهموز، فأما في لغة من همز فهو مأخوذ من النبأ وهو الخبر، ويحتمل أن يكون فعيل بمعنى مفعول: أي هو منبأ بالغيوب أو بمعنى فاعل أو مفعل: أي هو منبئ بما أطلعه الله تعالى عليه، ويصح ترك الهمزة في هذين الوجهين تسهيلا، وأما في لغة من لم يهمز من أصله فهو مأخوذ من النبوة بفتح النون وهو ما ارتفع من الأرض يقال نبأ الشيء إذا ارتفع، فالمعنى على هذا أن النبي مرتفع على طور البشر باختصاصه بالوحي وخطاب الله تعالى، وليست النبوّة صفة ذاتية للنبي كما صار إليه الكرامية ولا مكتسبة كما صار إليه الفلاسفة فإنهم يرون

النبوّة (قوله وما يتعلق بذلك) أي بما ذكر من ثبوت الرسالة، والذي يتعلق بما ذكر باقي النبوّات من تصديق النبي فيما جاء به من الحشر والصراط والحوض والجنة والنار وتطاير الصحف ونحو ذلك (قوله في معنى النبوّة والنبي ّ) أي والرسالة والرسول لأجل أن يطابق صدر الكلام (قوله لفظ النبوّة الخ) الأولى لفظ النبي في اللغة الخ، لأن سياق الكلام بعد فيه لأنه هو الذي يقال فيه إنه مأخوذ من النبأ، ويقال فيه فعيل بمعنى فاعل أو مفعول (قوله ويحتمل الخ) الأولى حذف الواو، وقوله: فهو منبأ بفتح الباء، ويصح فيها التضعيف والتخفيف (قوله أو بمعنى فاعل) أي فهو منبئ بالغيوب، وقدم معنى مفعول على معنى فاعل لأنه مقدم عليه في الواقع (قوله أو مفعل) ظاهره أنه إذا كان مأخوذا من النبأ الذي هو مصدر الثلاثي يكون بمعنى مفعل أيضا وليس كذلك فكان الأولى أن يقول أو مأخوذ من الأنباء، وحينئذ فهو بمعنى مفعل بضم الميم وكسر العين اسم فاعل أو بمعنى مفعل بفتح العين اسم مفعول (قوله أي هو منبئ الخ) هذا لا يظهر إلا إذا كان النبي رسولا (قوله ترك الهمزة) أي من نبئ المهموز (قوله في هذين الوجهين) أي كونه اسم فاعل أو اسم مفعول (قوله تسهيلا) أي لأجل التسهيل بقلب همزته ياء، ويحتمل لأجل التسهيل بحذفها لأن التسهيل يطلق على كل منهما (قوله فهو) أي لفظ النبي أو لفظ نبوّة (قوله مرتفع على طور البشر) هذا على أن لفظ نبي الغير المهموز اسم فاعل وفي نسخة مرتفع بضم الميم وفتح الراء وعليها فيكون اسم مفعول، والطور بمعنى الحد ّ وبمعنى القدر وكلاهما صالح هنا (قوله باختصاصه) الباء سببية، وقوله: بالوحي الباء داخلة على المقصور عليه أو المقصور وكل ّ صحيح (قوله وخطاب الله تعالى) اختصاص النبي بخطاب الله بالنظر للجملة لأن خطاب الله ليس لكل ّ الأنبياء بل لبعضهم (قوله وليست النبوّة الخ) لأن النبي ّ من نوع البشر ويستحيل اختصاص بعض أفراد النوع بأمر ذاتي كالناطقية للإنسان لاستواء أفراد النوع جميعا في الحقيقة ولوازمها (قوله الكرامية) نسبة لمحمد بن كرام السجستاني بوزن حزام ومقتضى هذا كسر الكاف في المنسوب وتخفيف الراء (قوله ولا مكتسبة الخ) قضية كلامه أن النبوّة عندنا هي النبوّة عندهم لأنه جعل قولهم خلافا وليس كذلك بل النبوّة التي زعموا أنها مكتسبة بالرياضة هي صفاء مرآة القلب إلى أن يتهيأ لما لا يتهيأ لإدراكه غيره، ونحن نقول باكتساب هذا المعنى لكن لا نسميه نبوّة بل النبوّة عندنا هي اختصاص الشخص بسماع وحي من الله تعالى بواسطة ملك أو دونه، ولا شك في عدم اكتسابها بهذا المعنى، وحينئذ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام