مترهبي العامة في معرض ذكر العلماء الراسخين رضي الله عنهم ونفعنا بهم وحشرنا في زمرتهم. وأما الثني: وهو ما حكاه عن بعض السلف من قوله: عليكم بدين العجائز فلا دليل فيه أيضا على صحة التقليد، لأن مراد هذا القائل الأمر بالتمسك بما اجتمع عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين حتى وصل علمه إلى من ليس أهلا للنظر كالعجائز والصبيان في الكتاب، والأعراب أهل البدو، وترك ما أحدثته المبتدعة من القدرية والمرجئة والخيرية والروافض وغيرهم ممن لا وجود له في أعصار السلف الصالح خاصهم وعامهم، وذكر أمثلة ذلك على الاستيفاء يطول. ولنذكر البعض ليتبين به المراد، فمن ذلك ما أحدثه
بجسرت (قوله مترهبي العامّة) من إضافة الصفة: أي العامّة المترهبين: أي المتشبهين بالرهبان من جهة علمهم لا ينفعهم (قوله في معرض الخ) المعرض بكسر الميم وفتح الراء الثوب الذي تعرض فيه العروس ليلة الدخول على زوجها استعير هنا للصفة وفي معنى الباء متعلقة بذكر الأوّل وإضافته لذكر بيانية: أي تجسر على ذكر العامّة يوصف العلماء الذين شأنهم أن يوصفوا به فقال أنهم محافظون على الأوامر واجتناب النواهي أكثر من العلماء (قوله في زمرتهم) أي جماعتهم (قوله وأما الثاني) أي، وأما بيان فساد الدليل الثاني: أي بعضه لأنه لم يبين فساده كله كما هو ظاهر (قوله فلا دليل الخ) أي فنقول فيه أنه لا دلالة فيه (قوله أيضا) أي كالثالث (قوله على صحة التقليد) ويلزم من نفي دلالته على صحة التقليد ففي دلالته على أرجحته على النظر فتم رد ّ دعوى المحتج بتمامها (قوله لأن الخ) توجيه لقوله فلا دليل فيه الخ (قوله هذا القائل) أي الذي قال عليكم بدين العجائز وهو بعض السلف (قوله بما) أي بالعقائد التي الخ والمراد التمسك بها على وجه النظر لا على وجه التقليد (قوله حتى وصل علمه) الإضافة بيانية والعلم بمعنى المعلوم لأن الصبيان في الكتاب والعجائز والأعراب ليسوا أهلا للعلم (قوله أهل البدو) وصف كاشف (قوله وترك الخ) عطف على التمسك: أي والأمر بترك الخ (قوله القدرية) أي القائلين ان للعبد قدرة اختيارية مؤثرة (قوله والمرجئة) أي القائلين إن الوعيد الواقع في القرآن والسنة ليس على حقيقته بل المقصود منه الزجر عن المعصية فأرجئوا النص: أي أحروه وألغوه عن الاعتبار (قوله والجبرية) أي القائلين ليس للعبد قدرة أصلا وإنه مجبور ظاهرا وباطنا (قوله والروافض) رفضوا بيعة زيد بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي ّ حيث لم يوافقهم على التبري من أبي بكر وعمر وقال لهم كانا وزيري جدي ّ (قوله وغيرهم) كالحرورية نسبة لحرورة قرية قريبة من الكوفة خرج أهلها على سيدنا علي ّ وخالفوه في أحكامه وقالوا بتكفير مرتكب الكبيرة (قوله ممن لا وجود له الخ) أي لا وجود لمجموعهم، وإلا فقد أدرك على زمن المبتدعة وأفحمهم وهذا بيان للمبتدعة وأفرد ضمير له نظرا للفظ من (قوله خاصهم الخ) بدل من السلف الصالح، وخاصهم من كامن منهم مجتهدا، وعامّهم من ليس كذلك (قوله وذكر أمثلة ذلك) أي المحدث الذي أحدثته المبتدعة، وظاهره أن المحدث أمر كلي ّ يتبين بالأمثلة مع أنه جزئيات، فالأولى حذف أمثلة (قوله ليتبين به المراد) أي في الجملة، وإلا فالمحدث كثير، فذكر بعضه لا يتبين به جميع الجزئيات الخارجية (قوله فمن ذلك) أي المحدث