فهرس الكتاب
الصفحة 438 من 517

وليس هو الآخذ له عن الملك، ودخل فيه مالا تتعلق به القدرة الحادثة كإحياء الموتى وتكثير الطعام وانقياد الحجر والشجر وغير ذلك. وعين بعض أصحابنا في المعجزة أن تكون من النوع الثاني لا الأوّل، فتكون معجزة القرآن على هذا في نظمه المخصوص، واطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك دون سائر الناس وكلا الأمرين ليس هو من فعله ولا من كسبه، وهذا الثاني أظهر، والله أعلم.

(ش) يعني أنه احترز بالشرط الأوّل وهو كون المعجزة فعلا لله تعالى من ما لا يكون فعلا له تعالى كالصفة القديمة، وإنما لم يصح أن يكون القديم معجزة لعدم اختصاص بعض المتحدّين به دون بعض، ثم ذكرت قولين في اشتراط أن لا تكون المعجزة مكتسبة، وقد ذكرهما ابن دهاق في شرح الارشاد، ومثله بتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، ونظير ذلك أيضا المشي على الماء، والتحلق في جو ّ السماء إذا وقع التحدّي بهما، فإن تلك الحركات فعل الله تعالى، وهي أيضا مقدورة للعباد بمعنى أن القدرة الحادثة تتعلق بها

وتلاوة غيره ليست معجزة لا للنبي ولا للتالي (قوله وليس الخ) الواو تعليلية لأنه توجيه لمضمون قوله إذ غيره الخ: أي ان الحاصل من الغير إنما هو مجرد الحكاية لأنه ليس آخذا له عن الملك بخلاف النبي فإنه وإن كان حكاه لكن بعد أن أخذه عن الملك فالتلاوة مشتركة بينهما وكذلك الحكاية للقرآن والمختص بالنبي هو الآخذ للقرآن عن الملك، وحينئذ فيكون هو: أي أخذه عن الملك هو المعجزة في الحقيقة لا نفس التلاوة كما يقتضيه أوّل الكلام (قوله وانقياد الخ) أي الاذعان له بالرسالة وامتثال أوامره (قوله وغير ذلك) أي كانشقاق القمر (قوله من النوع الثاني) أي مما لا تتعلق به القدرة الحادثة (قوله لا الأوّل) أي الفعل الاكتسابي فلا تكون المعجزة منه أصلا، وقوله: على هذا: أي القول المشار له بقوله وعين بعض الخ، وقوله: في نظمه: أي في نظم هو هو: أي لا في تلاوته لأن التلاوة مكتسبة للنبي، وأما ذات اللفظ فليس مكتسبا له (قوله واطلاع) عطف على نظمه: أي وفي إطلاع الله النبي على ذلك النظم من الملك والاطلاع هو تعلق قدرة الرب بكون النبي ّ يطلع على ذلك ويتلقاه ويأخذه من الملك، وحينئذ فهو من أفعال الله (قوله وكلا الأمرين) أي النظم المخصوص والاطلاع عليه (قوله ولا من كسبه) لأن الاطلاع كما علمت عبارة عن تعلق قدرة المولى ولا شك أن هذا ليس فعلا للنبي ّ (قوله وهذا الثاني أظهر) فيه أن المدار على المحصل للصدق كان مكتسبا أو غير مكتسب (قوله يعني الخ) تقدّم ما في التعبير بالاحتراز (قوله بالشرط الأوّل) أراد بالشرط مالا بد ّ منه فيصدق بالركن الذي هو مراد (قوله وهو كون المعجزة الخ) الأنسب وهو فعل الله الخ (قوله كالصفة القديمة) أدخلت الكاف الذات القديمة (قوله لعدم اختصاص الخ) هذا وجه كون القديم ليس معجزة (قوله ثم ذكرت الخ) ثم للترتيب الذكري (قوله في اشتراط الخ) أي وعدم اشتراط ذلك ففي الكلام حذف (قوله ومثله) أي مثل ابن دهاق القول بعدم الاشتراط بتلاوة النبي ّ الخ فالضمير المنصوب عائد على القول بعدم اشتراط أن لا تكون المعجزة مكتسبة المفهوم من القولين (قوله ونظير ذلك) أي ما مثل به ابن دهاق. وأنت خبير بأنه لم يتقدّم له نظير فلا موقع لكلمة أيضا (قوله والتحلق) أي الدوران والطيران (قوله إذا وقع الخ) وأما إذا لم يقع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام