ولا يصح ثبوت العجز لأنه إن كانت الآية ليست من جنس مقدور البشر فلا يصح ّ لفظ العجز حقيقة عما ليس بمقدور وإن كانت من جنس مقدور البشر، فالعجز عندنا يقارن المعجوز عنه والمعارضة منتفية فلا يصح ثبوت عجز متعلق بها فقد تسومح، وأطلق العجز على انتفاء القدرة كما يتسامح في الجهل، ويطلق على انتفاء العلم. الوجه الثاني في التوسع أن لفظ المعجزة يشعر بفاعل العجز، والله تعالى هو فاعل العجز وأنه مسمى ما فعل العجز عنده معجزا مجازا. وأما قوله: وهي فعل الله سبحانه الخ، فشرح هذا يستبين ببيان ما احترز منه بكل قيد من تلك القيود، وإليه الإشارة بقوله:
(ص) فاحترز بالأوّل من القديم، فليس فعلا لله تعالى فلا يكون معجزة، ودخل فيه الفعل الذي تعلقت القدرة الحادثة به كتلاوة النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فهو معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم دون غيره إذ غيره إذا تلاه إنما يحكيه،
المثبت للعجز (قوله ولا يصح ثبوت العجز) أي ولا يصح الحمل على المعنى الحقيقي بحيث تكون الآية مثبتة لعجز المعارض (قوله فلا يصح الخ) أي لأن اطلاق اللفظ فرع عن امكان معناه (قوله يقارن المعجوز عنه) هو هنا المعارضة: أي الاتيان بالمثل وهي منتفية، وحينئذ فلا يصح ثبوت عجز متعلق بها (قوله وأطلق العجز الخ) من إطلاق اسم الملزوم وإرادة اللازم فانتفاء القدرة على المعارضة لازم للعجز عن المعارضة لأن العجز عن المعارضة وصف وجودي يمنع منها فينتفي معه القدرة عليها (قوله في الجهل) أي المركب وهو إدراك الشيء على خلاف ما هو عليه وقوله: ويطلق على انتفاء العلم: أي ويطلق مجازا مرسلا من إطلاق اسم الملزوم وارادة اللازم على الجهل البسيط الذي هو انتفاء العلم لأنه يلزم من ادراك الشيء على خلاف ما هو عليه عدم العلم بذلك الشيء هذا. وقيل الجهل اسم للقدر المشترك وهو انتفاء العلم بالمقصود، وقيل إنه مشترك بين الأمرين وهو المشهور والشارح جرى على أنه حقيقة في المركب مجاز في البسيط لأنه قال كما يتسامح الخ (قوله في التوسع) أي في وجهي التوسع (قوله يشعر الخ) أي يشعر بأن ذلك الخارق المسمى معجزة هو فاعل العجز، والحال أنه تعالى هو الذي أوجد العجز (قوله وأنه مسمى الخ) ما واقعة على الخارق: أي وأنه مسمى الخارق الذي فعل الله العجز عنده معجزا (قوله يستبين) أي يبين (قوله وإليه) أي البيان (قوله فاحترز الخ) أي إن أردت ما عنى بذلك التعريف فاحترز الخ، والمناسب لكون الأوّل جنسا في الحد ّ أن يقول فخرج عن الأوّل (قوله فليس فعل لله) الفاء للتعليل، والمراد ليس فعلا أصلا، فالنفي منصب على المقيد (قوله ودخل فيه) أي في الأول الذي هو فعل الله سبحانه (قوله الفعل الخ) هو الفعل الكسبي (قوله كتلاوة الخ) المراد بالقرآن الألفاظ المخصوصة، والمراد بتلاوته الحركة المتعلقة بهذه الألفاظ: أي بالحروف المتلفظ بها (قوله لرسول الله) أي المعهود وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (قوله دون غيره) أي دون تلاوة غيره فليست تلاوة غيره معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا للتالي (قوله إذ غيره الخ) سند لكون تلاوة النبي للقرآن معجزة له