فهرس الكتاب
الصفحة 405 من 517

ورؤية الكبير مع البعد صغيرا مع اتصال الشعاع والمقبلة بجميعه.

(ش) يعني أنه مما ينقض عليهم ادعائهم وجوب رؤية ما اتصل به الشعاع الجوهر الفرد إذا كان في سمت الشعاع فانه لا مانع على زعمهم من اتصال الشعاع به بدليل أنها تتصل به عند اجتماعه مع غيره، ولا يناله من الشعاع عند الاتصال إلا ما يناله عند الانفصال، فكان يجب على قولهم أن يرى عند الانفراد مع أنه لا يرى، وكذا ينتقض مذهبهم برؤية الكبير مع البعد صغيرا مع أن شرط الرؤية على زعمهم موجود وهو اتصال الشعاع والمقابلة لجميعه.

(ص) قالوا إنما ذلك لأن الشعاع نفذ من زاوية حادة لمثلث قاعدته المربي فقام خطا مستقيما بوسط القاعدة على زوايا قائمة، ومعلوم أنه أصغر مما يقوم

غيره حال: يعني وقد ناله من ذلك وحده ما ناله مع غيره الذي هو حال الرؤية للجسم فما باله امتنع منها حال انفراده (قوله ورؤية الكبير الخ) عطف على عدم رؤية الجوهر، والمراد بالكبير الجسم كثير الأجزاء، وقوله: منع البعد متعلق برؤية، وقوله: مع الخ حال من الكبير أي حالة كون ذلك الكبير مصاحبا لاتصال الشعاع والمقابلة لجميعه. وحاصله أنه لو كانت الرؤية بانبعاث أشعة ما كان الجسم الكبير يرى من بعد صغيرا لاتصال الشعاع بجميعه لكن التالي باطل فكذا المقدم (قوله بجميعه) متعلق بمقابلة وحذف صلة اتصال الشعاع وهي بجميعه بالباء (قوله الجوهر الفرد) مبتدأ مؤخر خبره الجار والمجرور قبله: أعني مما ينقض عليهم (قوله مع أن شرط الرؤية) مفرد مضاف يعم وإليه يرجع الضمير في قوله وهو اتصال الخ (قوله إنما ذلك) أي رؤية الجسم الكبير مع البعد صغيرا، وهذا جواب عن النقض الثاني ولم يجيبوا عن النقض الأوّل وهذا الصنيع يقتضي انقطاعهم بالنسبة للأوّل كما أن الأسلوب السابق يقتضي أن المعتزلة يقولون بوجود الجوهر الفرد (قوله نفذ) أي خرج وانفصل (قوله من زاوية حادة) الزاوية في اللغة ركن الشيء كالبيت، واصطلاحا انفراج بين خطين متلاقيين وتسمى نقطة تلاقي هذين الخطين رأس الزاوية، ويسمى الخطان ضلعي الزاوية، والزاوية الحادّة هي الضيقة وهي في المقام نقطة العين، واعلم أنه إذا قام خط على خط في وسطه فإنه يحدث زاويتان ضرورة، فإن كان الخط القائم مستقيما لا انحراف فيه هكذا قائمة قائمة سمى الزاويتان الحادثتان قائمتين، وإن كان فيه انحراف إلى جانب هكذا ... / ... سميت الزاوية التي مال إليها حادّة من الحد ّ وهو المنع لأنها ممنوعة من الانفراج والتي مال عنها منفرجة من الانفراج وهو الاتساع (قوله لمثلث) صفة لمحذوف أي لشكل مثلث والجار والمجرور نعت لزاوية (قوله قاعدته المرئي) جملة من مبتدأ وخبر نعت لمثلث: أي قاعدة هذا المثلث الجسم المرئي كما قرره في الشارح، وقوله: فقام: أي ذلك، وقوله: خطا حال من ضمير قام، وقوله: بوسط القاعدة متعلق بقام (قوله على زوايا قائمة) المراد بالجمع ما فوق الواحد: أي زاويتين قائمتين وهما الحادثتان بسبب الخط المستقيم (قوله أنه) أي الخط المستقيم القائم بوسط القاعدة (قوله أصغر الخ) أي وإذا كان كل ّ واحد من وترى المثلث أطول من ذلك الخط الشعاعي الذي قام بوسط القاعدة لزم أن يكون طرفا القاعدة اللذان قام عليهما وترا المثلث أبعد للبصر من وسطها الذي وقع عليه الخط الشعاعي، وحينئذ فأجزاء الشيء المرئي ليست مستوية

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام