فهرس الكتاب
الصفحة 404 من 517

فيلزم أن لا يرى من الهواء إلاقدر حدقته، وأيضا فنحن نرى والهواء مظلم ما نرى والهواء مشرق.

(ش) يعني أنهم أجابوا عما ألزموه من عدم رؤية الإنسان أكثر من حدقته بأن منعوا الملازمة ومستندهم أنه إنما يرى الكثير، لأن أجزاء الهواء مضيئة فيتصل الشعاع بها وهي تتصل بالسماء فتعين على الابصار كما أن البلور إذا اتصل الشعاع به وهو جسم لطيف مضيء متصل بما فيه فيرى ما فيه، ويرد ّ عليهم بأنه لو كان كذلك لزم أن لا يرى الكثير من السماء وغيرها حين يكون الهواء مظلما بالليل مثلا، وأيضا فما باله رأى من الهواء نفسه أكثر من حدقته مع أن الشعاع إنما اتصل ببعضه.

(ص) ومما ينقض عليهم عدم رؤية الجوهر الفرد مع اتصال الشعاع به ولا يناله من ذلك وحده إلا ما يناله مع غيره

المرئي المقابل للهواء فكما أن الهواء يعين على رؤية ما قابله فكذلك البلور يعين على رؤية ما في داخله (قوله فيلزم الخ) أي لكن هذا اللازم باطل لأن الإنسان يرى من الهواء أكثر من حدقته (قوله أن لا يرى) أي الشخص الرائي، وقوله: إلا قدر حدقته: أي لأن الشعاع الخارج من العين إنما اتصل ببعض الهواء وذلك البعض هو الذي أعان الشعاع المتصل به ... (قوله وأيضا الخ) هذا الزام على قولهم وهو مضيء والواو في قوله والهواء مظلم واو الحال. وحاصله أنه لو كانت العلة في رؤية الإنسان الشيء الكثير إضاءة لزم أن الإنسان لا يرى الشيء الكثير في وقت الظلمة لفقد الإضاءة في ذلك الوقت مع أن الشيء الكثير الذي نراه في وقت الإضاءة نراه وقت الظلمة فأين ما قالوا (قوله بأن منعوا الملازمة) أي التي حكمت بها الشرطية المتقدّمة وهي لو كانت الرؤية بانبعاث الأشعة للزم أن لا يرى الإنسان إلا قدر حدقته فقالوا لا نسلم الملازمة لجواز أن تكون الرؤية بانبعاث الأشعة، ويرى الرائي أكثر من حدقته بواسطة (قوله ومستندهم) أي في هذا المنع (قوله أنه) أي الشخص الرائي (قوله لأن أجزاء الهواء مضيئة الخ) انظر هذا مع ما سبق لهم، فإن هذا يقتضي أن ما وراء الهواء لا تتصل به الأشعة، وما سبق لهم يقتضي اتصالها إذ هو مرئي ثم ان الجواب الذي جرى عليه في المتن أخص مما أورده أهل السنة من أنه يلزمهم أن الإنسان لا يرى إلا قدر حدقته وهو أعم من أن يكون بواسطة أو بلا واسطة (قوله وهي) أي الأجزاء الهوائية (قوله بالسماء) أي مثلا، فالمراد تتصل بالمرئي سواء كان سماء أو غيرها (قوله مع أن الشعاع إنما اتصل ببعضه) أي وذلك البعض هو الذي أعان الشعاع المتصل به الخارج من الحدقة (قوله ومما ينفض عليهم) أي في دعواهم أن الرؤية بانبعاث أشعة. وحاصله أن الجسم ما تركب من جوهرين، وهو مرئي بسبب اتصال الشعاع بكل ّ جزء من أجزائه هكذا قالوا، فيقال مقتضى هذا أن الجوهر الفرد وهو الجزء الذي تناهى في الدقة إلى حد ّ لا يقبل الانقسام عادة لا يرى منفردا لأنه لا يناله من الأشعة في حال اجتماعه مع غيره إلا قدر ما يناله منفردا مع أن الجوهر الفرد لا يرى، وحينئذ فليست الرؤية بانبعاث أشعة، وقوله: مما ينقض عليهم خبر مقدم، وقوله: عدم الخ مبتدأ مؤخر (قوله ولا الخ) الواو للحال، والإشارة في قوله من ذلك الشعاع ووحده حال (قوله إلا ما يناله الخ) ما واقعة على القدر من الشعاع ومع

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام