على ذلك. قال الله تعالى - واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون - والمراد بسؤال الرسل سؤال أتباعهم العالمين بذلك الموثوق بنقلهم، وقال - وما أرسلنا من قبلك من رسول الا يوحى إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون - فالإخبار من الرسل بإثبات الوحدانية لله تعالى ثابت جزما، والبحث في امكان الاستدلال به على منكر الوحدانية، وقد احتج على ذلك: يعني الفخر بأن العلم بصحة النبوّة لا يتوقف على العلم بذلك، وتقريره أن يقال إذا حدث حادث ما واستحال وجوده بدون استناده إلى واجب بذاته حي ّ بذاته عالم قادر مريد، فقد أثبت وجوده فاذا أظهر الرسول معجزة على أنه رسول وأثبت صدقه بتصديقه له فقد ثبت صدقه، فاذا أخبر بأنه لا اله غيره ولا خالق سواه فقد ثبتت الوحدانية، وهذه المقالة تنقل عن أبي هاشم ويرد عليها أننا لا نسلم أن العلم بصحة النبوّة لا يتوقف على ذلك، وبيانه أن القائل بأنه رسول إذا ادعى الرسالة وأقام الخارق على صدقه، فلا يدل وجود الخارق ما لم يتحقق أن هذا الفعل الذي جاء به لا يقدر عليه غير مرسله ليكون فعله مطابقا لتحدّيه، وسؤاله نازلا منزلة قوله صدقت فإن لم يكن لنا علم بنفي فاعلية غيره
قيل شرط في صحة الإيمان، وقيل شرط في اجراء الأحكام الدنيوية وهو المعتمد (قوله على ذلك) أي على التوحيد (قوله قال الله تعالى) أي في القرآن، وإن كانت الكتب تشمل غيره لكن لا يعرف إلا هو (قوله سؤال أتباعهم) لانقراض الرسل قبل وجوده ثم إن سؤال الاتباع يتيسر في اتباع موسى وعيسى لعدم انقراضهم لا في اتباع غيرهما لانقراضهم قبل وجوده صلى الله عليه وسلم (قوله بإثبات) أي ثبوت (قوله والبحث) أي بحث العلماء ونزاعهم (قوله في امكان الخ) أي وعدم امكانه (قوله به) أي بإخبار الرسل (قوله وقد احتج الخ) من كلام ابن التلمساني (قوله على ذلك) أي امكان الاستدلال على الوحدانية بالدليل السمعي (قوله بصحة النبوّة) أي ثبوتها (قوله بذلك) أي بكون الاله واحدا (قوله حدث حادث) أي وجد أي ّ حادث كان (قوله واستحال وجوده) أي الحادث جملة حالية (قوله فقد أثبت وجوده) أي فقد أفاد حدوث ذلك الحادث وجود الواجب لذاته الحي ّ العالم الخ لاستحالة وجوده بنفسه (قوله على أنه رسول) أي رسول ذلك الموصوف بالصفات المذكورة (قوله وأثبت) أي ذلك الرسول (قوله صدقه) أي صدق نفسه (قوله بتصديقه له) أي بتصديق ذلك الواجب الموصوف بالصفات المذكورة لذلك الرسول (قوله فقد ثبت صدقه) أي صدق ذلك الرسول من غير أن يتوقف على العلم يكون الاله واحدا (قوله فاذا أخبر) أي الرسول (قوله وهذه المقالة) هي أن العلم بصحة النبوّة لا يتوقف على العلم بكون الاله واحدا (قوله تنقل) عبر بالمضارع لحكاية الحال الماضية (قوله ويرد عليها) أي على هذه المقالة (قوله على ذلك) أي كون الاله واحدا (قوله مالم يتحقق) ما مصدرية ظرفية (قوله ليكون الخ) علة للمنفي وهو يتحقق (قوله فعله) أي فعل مرسله (قوله لتحديه) أي دعواه الرسالة بأن يقول أنا رسول الله أو أنا رسول من أوجد هذا الحادث أرسلني إليكم (قوله وسؤاله) أي مسئوله (قوله مطابقا) خبر يكون، وقوله: نازلا خبر بعد خبر: أي ويكون فعل مرسله نازلا منزلة قوله صدقت