فهرس الكتاب
الصفحة 289 من 517

الاستفسار، وذلك أن يقال: ما تريدون بالاستحالة والجواز اللذين يلزم اجتماعهما على تقدير عدم العموم في تعلق الصفات الاستحالة والجواز الذاتيين أو ما هو أعم؟، فإن أردتم الأوّل منعنا الملازمة، إذ الاستحالة هنا نقول أنها ليست بذاتية بل من الغير وهو المانع، وإن أردتم الثاني وهو مطلق الاستحالة والجواز منعنا الاستثنائية، إذ لا تنافي بإجماع بين كون الشيء جائزا بحسب ذاته وبين كونه ممتنعا بحسب غيره. ألا ترى أن إيمان أبي لهب ونحوه جائز بالنظر إلى ذاته مستحيل باعتبار غيره، وهو تعلق علم الله تعالى بعدم وقوعه. أجاب في العقيدة عن هذا الاعتراض بأن تقدير المانع هنا حتى تكون الاستحالة بالغير لا بالذات لا يصح، لأن ذلك المانع لا بد وأن يكون معنى قائما بالذات التي أوجب لها المنع لاستحالة ايجاب المعنى حكما لما لم يقم به، وحينئذ نقول: هذا المانع إما أن يضاد ّ الصفة المتعلقة أم لا، فان ضادها لزم عدم الصفة أصلا لاستحالة الجمع بين الضدّين، وقد سبق استحالة العدم مطلقا في صفاته تعالى وإن لم يضادها لم يكن له أثر فتبقى الصفة على عمومها، وأيضا فالمتعلق عموما أو خصوصا للصفة المتعلقة نفسي ّ لها، وإلا

المستدل (قوله الاستفسار) أي طلب التفسير للفظ غريب أو مجمل وقع في دليل المعترض أو دليل المستدل كما هنا، فان الجواز والاستحالة يطلقان على الذاتيين والعرضيين (قوله منعنا الملازمة) أي في قولكم لو اختصت الصفات ببعض ما تتعلق به لزم استحالة ما علم جوازه ... (قوله إذ الاستحالة الخ) الأولى أن يقول لجواز أن يقال هذه الاستحالة لعارض وإلا فلا وجه للجزم (قوله ليست بذاتية) أي فبطلت ملازمتكم، لأنكم أردتم بالاستحالة الاستحالة الذاتية (قوله بل الخ) فالاستحالة عرضية كما ادعينا (قوله مطلق الاستحالة) أي المتحقق في العرضية ومنع الاستثنائية إنما يأتي في العرضية وإن لم يصرّح به (قوله منعنا الاستثنائية) أي وهي قولكم لكن استحالة ما علم جوازه باطل، لأنه إنما يكون باطلا لو أردنا استحالته لذاته بعد جوازه لذاته فيلزم انقلاب الحقيقة. أما استحالته لعارض مع جوازه لذاته فلا بطلان فيه (قوله إذ لا تنافي بين كون الشيء جائزا بحسب ذاته) أي وذلك كالبعض الذي لم تتعلق به الصفة مع صلاحيتها له هذا، والمناسب لكون الكلام في جواز التعلق بالبعض لا في الشيء الجائز أن يقول: إذ لا تنافي بإجماع بين الجواز شيء لشيء بحسب ذلك الشيء وبين كونه ممتنعا بحسب ما هو خارج عن ذلك الشيء، وذلك كتعلق الصفة بالبعض الذي لم تتعلق به لمانع مع صلاحيتها للتعلق به (قوله ألا ترى الخ) ترشيح لسند منع الاستثنائية (قوله ونحوه) بالجر ّ، وقوله: ومعنى: أي صفة وجودية (قوله بالذات) أي التي هي محل الصفة (قوله لها) أي لصفتها (قوله المنع) أي منع التعلق (قوله لاستحالة الخ) علة لمحذوف: أي لا بغيرها لاستحالة الخ (قوله إيجاب المعنى) أي المانع (قوله حكما) هو هنا منع التعلق (قوله لاستحالة الخ) بيان للملازمة (قوله وقد سبق الخ) تعليل للاستثنائية المطوية القائلة: لكن عدم الصفة محال (قوله العدم مطلقا) أي سابقا ولاحقا (قوله أثر) أي في منع التعلق (قوله عموما) أي كما في العلم والكلام (قوله أو خصوصا) أي كما في القدرة والارادة والسمع والبصر (قوله نفسي ّ لها) أي ذاتي لها لا تعقل بدونه (قوله وإلا الخ)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام