بجميع وجوه متعلقات العلم وهو مع حدته وقدمه أمر ونهى وخبر واستخبار ووعد ووعيد ونداء وغير ذلك من معاني الكلام، وليس كل واحد من هذه معنى يقوم بالذات ليس هو الآخر، بل عين أمره تعالى هو عين نهيه وعين خبره وعين غير ذلك من معاني الكلام، وذهب عبد الله ابن سعيد الكلابي إلى تعدده على ما سيأتي تحقيق قوله بعد إن شاء الله تعالى، هذا ما يتعلق بوحدة الصفات: وأما عموم التعلق لها فعناه أن كل صفة من الصفات المتعلقة فهي تتعلق بجميع ما تصلح له، وقد فسرنا ذلك في أصل العقيدة. فقولنا فتتعلق القدرة والارادة بكل ممكن معناه أن القدرة صفة يتأتى بها إيجاد كل ممكن، والارادة صفة يتأتى بها تخصيص كل ممكن بالنظر إلى ذاته، وإنما قلنا بالنظر إلى ذاته ليدخل مالا يتأتى إيجاده ولا تخصيصه من الممكنات. لكن لا بالنظر إلى ذاته بل بالنظر إلى غيره، وذلك كتعلق علم المولى تعالى بعدم وقوعه، فإنه وإن استحال معه وقوع الممكن، لكن لا يمنع من كونه متعلقا للقدرة والارادة عند المحققين كما لا يمنعه ذلك من وصفه بالإمكان. وقد اختلفوا في إطلاق تعلق القدرة على ما علم الله تعالى أنه لا يقع كإيمان أبي لهب مثلا على قولين، وقد وفق الغزالي بينهما على معنى أن من قال بالتعلق فبالنظر إلى إمكانه في ذاته، ومن قال بنفي التعلق فبالنظر إلى تعلق العلم بعدم وقوعه، واستدل ّ من قال بتعلق القدرة بهذا النوع بأنه لو لم نتعلق القدرة بالشيء لأجل تعلق العلم بعدم وقوعه للزم أن لا يكون للقدرة متعلق، والتالي باطل بالإجماع فالمقدم مثله، وبيان الملازمة أن الممكن إما واجب الوقوع إن تعلق علم الله تعالى بوقوعه أو مستحيله إن تعلق علمه جل ّ وعلا بعدم وقوعه. فلو منعت الاستحالة العارضة من تعلق القدرة لمنع منه الوجوب العارض
سيكون أو كان وهو المعلوم وأما العلم فواحد (قوله بجميع الخ) إضافة وجوه لمتعلقات للبيان ووجوه بمعنى أنواع والكلام على حذف مضاف: أي بجميع جزئيات أنواع العلم (قوله وغير ذلك) كالترجي والتمني والدعاء والعرض (قوله وليس الخ) تصريح بما علم التزاما من قوله فهو كلام واحد (قوله بل عين أمره الخ) أي فالصفة واحدة وتقسيمها إلى ما ذكر اعتباري ... (قوله إلى تعدّده) أي الكلام فالأمر صفة قائمة بذاته تعالى مغايرة للنهي وهكذا فكل واحد مما ذكر صفة قائمة بذاته تعالى مغايرة للأخرى مغايرة حقيقية (قوله على ما سيأتي تحقيقه بعد) أي في هذا الفصل في شرح قوله، فإن قلت: العلم الخ (قوله يتأتى بها) أي يتيسر بها إيجاد كل ممكن فهي كالقلم للكاتب (قوله بالنظر إلى ذاته) راجع للتعريفين (قوله وذلك) أي الغير (قوله كتعلق الخ) الكاف استقصائية (قوله لكن لا يمنع) أي تعلق العلم بعدم وقوعه (قوله ذلك) أي تعلق علم الله بعدم وقوعه (قوله وقد اختلفوا الخ) هذا تصريح بما يفهمه قوله: وإنما قلنا بالنظر لذاته إلى قوله عند المحققين من الخلاف في المسئلة (قوله في اطلاق الخ) لا حاجة للفظ اطلاق لأن الخلاف في نفس التعلق (قوله تعلق القدرة) أي تعلقا صلوحيا (قوله على ما علم الله) على بمعنى الباء (قوله على قولين) فقيل تتعلق به تعلقا صلوحيا وقيل لا، وهذان القولان يجريان في تعلق الارادة بما علم الله أنه لا يقع أيضا (قوله امكانه) أي ذلك المتعلق كالأيمان المذكور لا امكان التعلق (قوله فبالنظر إلى تعلق العلم الخ الأولى في المقابلة أن يقول فبالنظر لاستحالته لتعلق علم الله بعدم وقوعه(قوله فالمقدم مثله) وإذا بطل لم تتعلق ثبت تتعلق (قوله العارض)