مضافا إلى وقته المعين كما يعلمه مضافا إلى محله المعين ويعلم أنه معدوم قبل وجوده، وان كان مما لا يبقى فيعلم عدمه بعد وجوده، فليس علمه مظروفا لزمان، بل علمه تعلق بإيجاد الموجود مضافا إلى الزمان والإضافة للزمان صفة للفعل لا ظرف للعلم، فليس علمه زمانيا فيوصف بالماضي والحاضر والمستقبل، وإنما منشأ هذا الغلط من حيث الأخبار عن ذلك المتعلق المخصوص بالقول اللفظي، فإن تقدم زمن الاخبار عنه من حيث الاخبار عن زمن وجود ذلك الفعل سمى الاخبار مستقبلا وإن تأخر سمى ماضيا وإن قارن سمى حالا، فالماضي والمستقبل والحال تسميات تعرض باعتبار الاخبار عنه. أما تعلق العلم بوجوده في الزمن المعين فشيء واحد، ويقرّر ذلك أنا لو قدرنا علمنا بقدوم زيد عند طلوع الشمس من يوم كذا بأنباء صادق، وقدرنا دوام ذلك العلم من غير أن يعرض لنا سهو أو غفلة لم نحتج عند قدومه إلى تجدد علم بقدومه، بل ما وقع هو ما علمناه قبل أن يقع فمتعلق العلم مما سيكون والكائن هو شيء واحد وهو قدوم زيد في وقت كذا. هذا ما يتعلق بالعلم على وجه الاختصار. وأما الكلام فالذي عليه أكثر أهل السنة أنه كلام واحد متعلق
حيث تقرره في الخارج وعدم تقرّره فيه حين الاخبار بمعنى أن المعلوم حين الاخبار قد يكون ماضيا وقد يكون حاليا وقد يكون استقباليا، وأما علم الله فهو واحد وقد تعلق بجميع المعلومات في الأزل، وإن كانت تلك المعلومات قد يخبر عنها بأنها ماضية أو حالية أو استقبالية (قوله مضافا) أي منسوبا حال من وجود (قوله إلى وقته المعين) فيعلم أزلا أن الشيء الفلاني يوجد فيما لا يزال في عام كذا وينعدم في عام كذا (قوله وإن كان) أي ذلك الشيء (قوله مما لا يبقى) أي كذواتنا وصفاتنا: أي وأما ما يبقى من الممكنات كالجنة والنار والعرش فلا يعلم عدمها بعد وجودها وإنما يعلم في الأزل وجودها مضافة لوقتها المعين، ويعلم عدمها قبل وجودها (قوله فليس علمه مظروفا بالزمان) أي فيه فلا يقال أنه تعلق علمه بكذا في عام كذا بحيث يكون علمه حادثا، بل علمه بجميع الأشياء في الأزل فهو قديم، ثم إن قوله فليس الخ لا حاجة له لأنه لم يلتفت في السؤال لكون العلم مظروفا في زمان، لأن المستفاد من السؤال إنما هو تعدد العلم (قوله تعلق) أي أزلا (قوله مضافا) حال من الموجود (قوله صفة للفعل) أي الذي هو المعلوم لا ظرف للعلم (قوله فليس علمه زمانيا) أي مظروفا في زمان بحيث إذا مضى ذلك الزمان يقال لعلمه ماض وإذا كان ذلك حاضرا يقال لعلمه أنه حالي ّ وإذا كان ذلك الزمان يأتي يقال لعلمه أنه استقبالي (قوله وإنما منشأ هذا الغلط) أي الذي جرى عليه السؤال، وهو أن العلم بما سيكون مغاير للعلم بالكائن (قوله عن ذلك) المتعلق المخصوص هو المعلوم الذي سيكون أو الكائن (قوله بالقول اللفظي) وهو أنه سيكون أو كائن (قوله عن زمن الخ) متعلق بتقدّم وعن بمعنى على (قوله عن زمن وجود ذلك الفعل) اظهار في مقام الاضمار (قوله سمى الاخبار مستقبلا الخ) الأخبار كلها حالية والموصوف بالاستقبال مثلا في الحقيقة إنما هو المعلوم (قوله تسميات) أي أسماء (قوله تعرض) أي للمعلوم (قوله أما تعلق العلم) أي أزلا (قوله في الزمن المعين) متعلق بوجوده (قوله فشيء واحد) أي حالة أزلية قديمة (قوله ويقرر ذلك) أي قوله أما تعلق العلم الخ (قوله سهو أو غفلة) أي أو غير ذلك مما ينافي العلم (قوله وهو قدوم زيد في وقت كذا) أي وهو الذي يتصف بأنه