فهرس الكتاب
الصفحة 234 من 517

ذلك لم يسعهم إلا نفي الصفات ولبسوا على المسلمين بإطلاقها مع نفي حقائقها وفسروها بأمور مباينة لماهيتها كتفسيرهم كونه عالما بأنه ليس بجسم ولا جسماني وهم مساعدون على هذا التنزيه ومطالبون باثبات أنه عالم بما دلت عليه الأفعال من الأحكام والاتقان. اللهم إنا نعوذ برضاك من غضبك ومن أن تفتنا عن ديننا وثبتنا على طريق معرفتك وملازمة الاستقامة على سنن شرع رسولك صلى الله عليه وسلم ظاهرا وباطنا حتى نلقاك على ذلك يا أرحم الراحمين.

(ص) قالوا لو وجدت للزم تكثر القديم بها والاجماع أن القديم واحد قلنا الموصوف لا يتكثر بصفاته بدليل أن الجوهر الفرد يتصف بصفات عديدة وهو واحد، ومعنى الاجماع أن الموصوف بصفات الألوهية واحد.

(ش) هذه شبهة أخرى للملحدة قالوا لو كانت صفات الباري تعالى معاني موجودة لكان معه تعالى في الأزل قدماء

التركيب في الذات باعتبار هذه الوجوه وهو لا يقول بتركبها ومتى كانت الذات مركبة كانت ممكنة عنده لأنه جعل علة الامكان التركيب مع أنه لا يقول بإمكان الذات، وإنما اقتضت تلك الصفات وجوها مختلفة في المقتضى لأن الواحد من كل وجه لا يصدر عنه بطريق العلة عند من قال بها إلا شيء واحد ولا يصدر عنه أكثر من ذلك إلا بوجوه مختلفة (قوله ذلك) أي إن التركيب باعتبار الصفات يستلزم الامكان (قوله ولبسوا الخ) أي بعضهم والبعض الآخر صرح بالتعطيل: أي نفي الصفات (قوله باطلاقها) أي الصفات (قوله ولا جسماني) أي قائم بالجسم بأن يكون عرضا ولما قام العرض بالجسم نسب إليه بزيادة الألف والنون (قوله بما دلت) متعلق بيطالبون والباء سببية (قوله الأفعال) أي المفعولات (قوله من الأحكام) بكسر الهمزة، وقوله: والاتقان تفسير: أي وذلك يستلزم العلم (قوله برضاك) أي الحاصل بالمشي على العقائد القويمة (قوله على طريق معرفتك) الاضافة للبيان، ويصح أن يراد بالطريق الأدلة: أي ثبتنا على الأدلة الموصلة لمعرفتك بحيث لا تلحقنا شبهة (قوله وثبتنا الخ) جملة انشائية معطوفة على نعوذ الخ وهي جملة انشائية أيضا لكن في المعنى (قوله قالوا الخ) دليل ثان للمعتزلة (قوله وجدت) أي المعاني (قوله للزم الخ) أي لكن التالي باطل (قوله والاجماع الخ) تعليل للاستثنائية المحذوفة (قوله قلنا الخ) مناقشة في الشرطية والقديم فيها بمعنى الذات العلية وتكثره بمعنى تركبه بسبب وجود الصفات (قوله عديدة) تأكيد لصفات ... (قوله وهو واحد) جملة حالية من الفرد وهو تصريح بما علم التزاما من قوله الفرد (قوله ومعنى الخ) مناقشة في الاستثنائية على تقدير أن يريدوا بتكثر القديم تعدده ووجود معناه وهو القدم في أكثر من حقيقة واحدة (قوله الملحدة) من الالحاد وهو الزيغ، والمراد بهم هنا المعتزلة بقرينة السياق (قوله لو كانت الخ) الأولى لو كان له صفات معان الخ لأن الخلاف إنما هو في اثباتها (قوله لكان معه الخ) أي لكن التالي باطل ثم إن قوله لكان الخ إنما يناسب المناقشة في الاستثنائية دون ما ذكره المصنف من المناقشة في الشرطية فالأولى أن يقول للزم تكثر القديم لأن تكثره يحتمل أن يكون بمعنى التركيب وكثرة الأجزاء، ويحتمل أن يكون بمعنى وجود معناه وهو القدم في متعدّد، وقوله: لكان الخ لا يحتمل غير المعنى الثاني

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام