وهو معنى قولي للزم تكثر القديم بها والملازمة ظاهرة لأن صفاته جل وعلا يستحيل عليها الحدوث وأما بطلان التالي فالإجماع على أن القديم واحد. والجواب منع الملازمة إن أردتم بتكثر القديم تركبه وكثرة أجزائه بسبب وجود الصفات، فإن كثرة الصفات لا تمنع وحدة الموصوف ولا توجب تركيبه ولا يقال فيه بسببها إنه كثير لا لغة ولا عرفا ولا عقلا ألا ترى أن الجوهر الفرد موصوف بالوحدة، وإن اتصف بصفات عديدة وإن أردتم بتكثر القديم وجود معناه في أكثر من حقيقة واحدة منعنا الاستثنائية ولزمتكم المصادرة عن المطلوب والاجماع الذي نقلتم على أن القديم واحد يجب أن يكون معناه أن الأزلي الموصوف بصفات الألوهية جل وعلا واحد لا ثاني له لا أن معناه أن حقيقة القدم لا تثبت إلا لشيء واحد من غير نظر إلى كونه موصوفا أو صفة كما فهمتم نعم لفظ الواحد قد يطلق على ما قلناه وعلى ما ذكرتموه فأزيلوا الاشتراك من اللفظ الذي لبستم به وقولوا الأمة مجمعة على أنه لا صفات له فلا تجدون حينئذ إلى صحته سبيلا وكيف يصح أن ينعقد اجماع على ما قامت البراهين القطعية على خلافه. واعلم أن هذه الشبهة هي التي غرت الفلاسفة حتى أنكروا جميع الصفات وغرت الامام الفخر حتى قال ما قال - والله يهدي من يشاء إلى سواء السبيل -.
(ص) قالوا لو وجدت للزم تعدد الآلهة لمشاركتها له في أخص وصفه وهو القدم وذلك يوجب
وهذا لا يناسبه الطرف الأوّل من طرفي الجواب الذي هو قوله منع الملازمة إن أردتم الخ ... (قوله وهو معنى الخ) فيه أنه بعض معناه (قوله وكثرة أجزائه) فيه أن التركيب يتحقق بجزءين (قوله فإن كثرة الخ) سند لمنع الملازمة (قوله فيه) أي الموصوف (قوله بسببها) أي الصفات (قوله بصفات عديدة) أي من التحيز والحركة أو السكون وكونه في جهة وعدم قبوله الانقسام (قوله وجود معناه) أي القدم المفهوم من القديم وهو عدم الأوّلية للوجود (قوله ولزمتكم المصادرة) هي أخذ الدعوى جزءا من الدليل ودعواهم هي أن تعدّد القديم باطل، ودليلهم لو وجدت الصفات للزم تكثر القدماء لكن تكثر القدماء باطل ولا يخفي أن الاستثنائية هي عين الدعوى (قوله عن المطلوب) أي مطلوبكم وهو تكثر القدماء (قوله والاجماع الخ) لما منع الاستثنائية وكان سندها الاجماع شرع في تأويله بقوله والاجماع الخ (قوله لفظ ... الواحد) الأولى لفظ أن القديم واحد إذ هو المشترك لا لفظ الواحد (قوله فأزيلوا الخ) أي فأزيلوا اللفظ المشترك من دليلكم (قوله وقولوا الخ) الأولى وأتوا بدله بلفظ صريح في اثبات مدعاكم، وقوله: لكن التالي باطل للإجماع على أن حقيقة القديم لا تثبت إلا لشيء واحد فلا تجدون الخ (قوله وكيف الخ) تعليل لقوله فلا تجدون الخ (قوله البراهين القطعية) أي التي تقدّمت عند اثبات صفات المعاني (قوله أن هذه الشبهة) هي أنه لو وجدت الصفات للزم تكثر
القديم بها (قوله حتى قال ما قال) أي من امكان الصفات (قوله لو وجدت) أي المعاني (قوله للزم الخ) أي لكن تعدّد الاله باطل فبطل المقدم وهو وجودها وثبت نقيضه وهو مطلوبهم (قوله تعدّد الآلهة) الأولى الاله لأن الآلهة معلوم تعدّدها (قوله لمشاركتها) أي الصفات (قوله له) أي للاله وهو الذات العلية (قوله وذلك) أي الاشتراك في الأخص، وقوله: في الأعم كالكون عالما وقادرا وإذا كانت المعاني مشاركة