فهرس الكتاب
الصفحة 220 من 517

من له العلم أو ذو العلم والبارئ فله علم، وهذه عمدة من ينفي الأحوال والجمع بالدليل كقولهم الأحكام شاهدا دليل في العقل على أن لفاعله علما به، والبارئ تعالى محكم متقن لأفعاله فدل على أن له علما، والجمع بالشرط كقولهم البارئ تعالى مريد وكل مريد قاصد لفعله، والقصد مشروط بالعلم، فالبارئ تعالى له علم وإلا لثبت المشروط بدون الشرط والجمع بالعلة، وهو عمدة من يثبت الأحوال كقولهم: العلم والعالمية متلازمان والعالمية مترتبة على العلم، وقد ساعدتم على اثبات العالمية غائبا فيلزم من اثبات العالمية العلم فإن التلازم ثابت بينهما من الجانبين فلو صح وجود عالمية ولا علم لصح ثبوت علم ولا عالمية ولا يقولون به، وإلى هذا البرهان بهذا الطريق وهو طريق التلازم أشرت بقولي: إما لتحقق تلازمهما في الشاهد: أي تلازم الأوصاف السبع المعنوية وصفات المعاني، وقد عرفت فيما مضى تفسيرهما والمجرور وهو قولي لتحقق يتعلق بالفعل من قولي قبل تلازمها معان وقولهم إن الأحكام إنما عللت في الشاهد لجوازها والجواز منتف في أحكامه تعالى

(قوله عل من له العلم) أي على من قام به العلم (قوله أو ذو العلم) تنويع في التعبير، والمعنى واحد (قوله والبارئ عالم) أي يطلق عليه لفظ عالم، وقوله: فله علم هذا هو النتيجة (قوله وهذه) أي الطريقة من جعل الجامع اطلاق اللفظ الدال على الحقيقة (قوله عمدة الخ) أي أنها معتمدة في الاستدلال على نفي الأحوال لأنه أثبت فيها العلم فقط دون العالمية (قوله بالدليل) الباء للتصوير فالأحكام للصفة مثلا دليل على العلم بها (قوله الأحكام) بكسر الهمزة: أي الاتقان (قوله شاهدا) منصوب بنزع الخافض: أي في الشاهد (قوله علما به) الكلام مع خصم مسلم أن للشاهد صفة وجودية تسمى علما (قوله لأفعاله) أي مفعولاته (قوله بالشرط) أي المشروط والباء للتصوير (قوله المشروط) هو القصد وهو الجامع (قوله بدون الشرط) هو العلم (قوله بالعلة) الباء للتصوير (قوله العلم والعالمية) أي مثلا (قوله متلازمان) أي في حق الشاهد (قوله غائبا) أي في حق الغائب (قوله من اثبات العالمية) أي للغائب، وقوله: العلم: أي ثبوت العلم له (قوله وجود عالمية) أراد بالوجود الثبوت (قوله ولا يقولون الخ) في قوّة قولك لكن التالي باطل، وحينئذ فيبطل المقدم وهو صحة وجود عالمية بلا علم (قوله وإلى هذا البرهان) أي الاستدلال فأراد بالبرهان معناه المصدري (قوله بهذا الطريق) أي طريق التلازم: أي كما أن المعاني تلازم المعنوية في الشاهد فكذلك في الغائب والأولى أن لا يعبر بالتلازم لأن المعنوية لازمة ومسببة والمعاني سبب وملزوم (قوله تفسيرهما) أي المعاني والمعنوية (قوله والمجرور) وأما الجار فهو آلة للارتباط بالعامل (قوله وهو قولي لتحقق) أي وهو مدخول قولي لتحقق والمدخول هو المجرور (قوله يتعلق بالفعل الخ) الذي يظهر تعلقه بقوله يتعين لأن المدعى تعين كون الأوصاف المعنوية تلازمها معان قائمة بذاته (قوله وقولهم) أي المعتزلة في رد الاستدلال على ثبوت المعاني بهذا الدليل وهو التلازم فهم الخصوم في هذا المقام (قوله إن الأحكام) أي الصفات المعنوية كالكون قادرا الخ (قوله إنما عللت في الشاهد) أي بالمعاني (قوله لجوازها) أي تلك الأحكام لأن كون زيد قادرا مثلا أمر جائز يجوز عدمه (قوله والجواز منتف في أحكامه تعالى)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام