الزام منهم لعكس الدليل وهو لا يلزم وإبطال لعكس العلة وهو لازم فإن الجواز في الشاهد دليل على تعليل الأحكام المعنوية بمعانيها فلا يلزم من عدمه في حق الغائب عدم المدلول الذي هو التعليل لأنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول وهم قالوا يلزم ذلك وصفات المعاني علل للصفات المعنوية فيلزم من عدمها عدمها لأنه يلزم من عدم العلة عدم المعلول وهم قالوا بعدم لزوم ذلك لأنهم نفوا في حق الغائب صفات المعاني، وأثبتوا معلولاتها وهي الصفات المعنوية فقد عكسوا المعقول وأما قولي وأما لأنها لو ثبتت بالذات فهو دليل آخر على اثبات الصفات، وتقريره أن يقال: لو ثبتت تلك الأوصاف السبع بالذات من غير معان تقوم بها لزم أن تكون الذات قدرة ارادة علما حياة إلى آخرها، وبيان الملازمة أنه قد تقرر أن الاشتراك في الأخص الذاتي يلزم منه الاشتراك في الأعم الذاتي كالاشتراك في الناطقية مثلا يوجب الاشتراك في الأعم الذاتي وهي الحيوانية
أي منتف في المعنوية المنسوبة له تعالى، وحينئذ فلا تعلل بالمعاني (قوله الزام منهم لعكس الدليل) الأولى أن يقول التزام لعكس الدليل وهو أنه يلزم من عدمه عدم المدلول مع أنه لا يلزم انعكاسه فلا يلزم من انتفاء الدليل انتفاء المدلول ألا ترى إلى العالم فإنه دليل على وجود المولى وقبل وجود العالم كان المولى موجودا هذا، ويحتمل أن معنى قوله الزام الخ الزام منهم لأنفسهم: أي أنهم ألزموا أنفسهم القول بعكس الدليل (قوله وهو لا يلزم) أي والحال أن عكس الدليل لا يلزم فيجوز أن ينعدم الدليل ولا ينعدم المدلول (قوله وإبطال الخ) عطف على إلزام الخ (قوله وهو) أي عكس العلة (قوله فإن الجواز) أي جواز المعنوية المنسوبة للعبيد (قوله دليل على تعليل الأحكام) أي بحيث يقال الدليل على تعليل المعنوية بالمعاني جواز المعنوية ... (قوله من عدمه) أي من عدم الجواز الذي هو دليل على التعليل (قوله لأنه الخ) من قبيل التعليل بالعام ّ للخاص (قوله وهم الخ) أي وهم قالوا صريحا بلزوم ذلك في هذا الجزئي الذي نحن بصدده (قوله لأنه يلزم الخ) من قبيل تعليل الخاص بالعام (قوله وهم قالوا بعدم لزوم ذلك) لأنهم قالوا لا يلزم من عدم المعاني عدم المعنوية (قوله فقد عكسوا المعقول) إذ من القواعد العقلية أنه لا يلزم من عدم الدليل عدم المدلول وهم قالوا باللزوم وأنه يلزم من انتفاء العلة انتفاء المعلول وهم قالوا لا يلزم فقد عكسوا القاعدتين العقليتين عكسا لغويا (قوله على اثبات الصفات) أي صفات المعاني وأراد بالإثبات الثبوت لأنه الذي يقام عليه الدليل (قوله تلك الأوصاف السبع) يعني المعنوية (قوله من غير معان) على حذف أي التفسيرية (قوله بها) أي بالذات (قوله لزم الخ) أي لكن التالي باطل (قوله وبيان الملازمة) البيان لغة الوضوح أراد به هنا ما به البيان وهو الدليل: أي والدليل الذي يبين ويوضح الملازمة الخ (قوله أنه) أي الحال والشأن (قوله قد تقرر) أي في فن المنطق (قوله أن الاشتراك الخ) اعلم أن كل صفة لها وصف عام وهو كونها صفة ولها وصف خاص وهو التعلق المخصوص والذات لما ثبت لها هذا الوصف الخاص وهو التعلق ثبت لها أنها صفة لأن الاشتراك في الأخص يستلزم الاشتراك في الأعم، فالعلم صفة ذات لها تعلق مخصوص، وقد ثبت هذا التعلق للذات فيلزم أن تكون الذات صفة العلم وكذا يقال في غير العلم (قوله في الأعم الذاتي) الأولى حذف الذاتي من جانب الأعم