فهرس الكتاب
الصفحة 201 من 517

وقد اعترض الامام على من قال: إن الرؤية بسبب الانطباع بأنا نرى نصف كرة العالم وانطباع العظيم في الصغير محال، وهذا الالزام صحيح على من يقول: إن المدرك المثال المنطبع لا مطابقة الخارجي لا بالنسبة لمن يقول إن المنطبع واسطة للإدراك، وألزم الامام أيضا عدم رؤية الأطوال والعروض لاستحالة ارتسام هذه الأبعاد في نقطة الناظر، واعتراضه ابن التلمساني بأنه إن أراد الانطباع بكيفية العظم، فهو من معنى ما قبله وإن أراد مطلق الانطباع، لأن الناظر نقطة والنقطة لا امتداد لها، فكيف ينطبع فيها ماله امتداد فيقال: إنما يمتنع لو كانت كرة حقيقية بحيث لا يقابل البسيط منها إلا نقطة. أما إذا كان فيها انطباع مع استدارتها كالبيضة مثلا، فلا مانع من انطباع المثال الصغير المطابق للكبير بحسب العادة،

على شرط لانتفت بانتفاء ذلك الشرط، لكن الصفة النفسية لا تنتفي لأن انتفاءها يوجب انتفاء الذات فلزم أن لا نتوقف على شيء (قوله وقد اعترض الامام) أي الفخر الرازي إذ هو المراد عند الاطلاق، والرازي نسبة للري بفتح الراء على غير قياس قرية من قرى العجم وهذا الاعتراض أورده الامام على مذهب الفلاسفة فكان المناسب للشارح تقديم كلام الامام بعد ذكر كلام الفلاسفة (قوله بسبب الانطباع) أي مشروطة بانطباع صورته المرئي في الحدقة (قوله بأنا نرى نصف كرة العالم) أي ما ظهر لنا من فلك القمر والتعبير بالنصف للتقريب لا بالتحديد لأن المرئي أكثر منه (قوله وهذا الالزام الخ) هذا ليس من كلام الامام بل من كلام ابن التلمساني اعترض به على الامام فكان على الشارح أن يبين ذلك (قوله على من يقول الخ) لأن مثال الشيء يجب مطابقته ومساواته في المساحة لذلك الشيء وانطباع الكبير في الصغير محال (قوله لا بالنسبة الخ) عطف على من يقول، وذلك لأن الواسطة في الشيء لا يشترط فيها المساواة له فالمنطبع حينئذ يكون صغيرا جدّا وهو واسطة لرؤية الكبير (قوله الأطوال) جمع طول (قوله والعروض) جمع عرض (قوله لاستحالة الخ) أي فاذا كان شيء طوله مائة ذراع وقلنا إن الرؤية لا تحصل إلا بسبب ارتسام صورة المرئي في الحدقة يلزم على ذلك ارتسام صورة مقدّرة بمائة ذراع في الناظر الصغير جدّا وهذا محال (قوله هذه الأبعاد) أطلق الجمع على ما فوق الواحد إذ لم يذكر إلا بعدين الطول والعرض ولم يذكر العمق فالبعد المفروض أوّلا طول والمفروض ثانيا عرض والمفروض ثالثا عمق (قوله في نقطة الناظر) الاضافة بيانية (قوله إن أراد) أي بقوله لاستحالة ارتسام هذه الأبعاد في نقطة الناظر (قوله فهو من معنى ما قبله) أي فيتعلق به البحث المتعلق بما قبله بأن يقال هذا الالزام إنما يأتي على قول من يقول إن المدرك نفس المثال الخ (قوله مطلق الانطباع) أي وإن لم يكن بكيفية العظم (قوله نقطة) أي جوهر فرد (قوله فيقال) أي في الرد عليه (قوله إنما يمتنع) أي ارتسام ماله امتداد (قوله لو كانت) أي النقطة: أي الناظر (قوله بحيث لا يقابل الخ) هذا كالتفسير للكرة الحقيقية (قوله البسيط) أي الجوهر الفرد (قوله إلا نقطة) أي من السطح الذي توضع عليه (قوله أما إذا كان الخ) فيه أن الامام يقول إن الناظر جوهر فرد فيمتنع ارتسام ماله امتداد فيه فكيف يرد عليه ذلك (قوله انطباع) أي انبطاح واتساع بحيث لو وضعت على سطح لكان يقع التماس بأكثر من جزء

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام