فهرس الكتاب
الصفحة 196 من 517

على إرادة تصديقه كما يدل ّ التخصيص في الأفعال على إرادة وقوعها على ذلك الوجه، وقولهم إن المعجزة تتنزل منزلة التصديق بالقول مسلم، ولكن تتنزل منزلة المواضعة على قول يدل ّ على إرادة ذلك كما يدل بعض الاشارة على ذلك، والكلام المستدل على ثبوته لله تعالى بالسمع في دعوى الأشعرية هو القول النفسي والنزع فيه لا في العبارات الحادثة المتواضع عليها، والافعال كثيرا ما تدل على الارادة وإن لم توضع لذلك نظرا إلى العادات والمعجزة كذلك، وقد احتج الأستاذ أبو اسحاق على أنه تعالى متكلم بأنه سبحانه ملك ولا يتم الملك إلا بأمر ونهى

يدل على أن دلالة المعجزة على تصديق الله للرسول عقلية وهو قول والسؤال مبني على قول آخر كما سبق (قوله على إرادة تصديقه) فيه نظر لأنه يدل عقلا على إرادة وجوده لا على ما ذكر ولقد أضعفوا القول بأن دلالة المعجزة على الصدق عقلية (قوله كما يدل الخ) كتخصيص الله زيدا بالوجود في زمن كذا على صفة كذا، فإنه يدل عقلا على ارادة الله ايجاده ووقوعه والأفعال بمعنى المفعولات (قوله وقولهم الخ) هذا شروع في ابطال السند الواقع في السؤال الذي استدل به المعترض، وكان على الشارح أن يأتي بهذا بعد قوله: إنه سؤال قوي، فكان يقول قلت: قال ابن التلمساني: إنه سؤال قوي وجوابه أن قولهم الخ، ويجعل قوله أن من ادعى الخ سند للجواب بأن يقول: ألا ترى أن من ادعى الخ (قوله منزلة التصديق بالقول) أي منزلة قول الله صدق عبدي (قوله ولكن تتنزل الخ) المواضعة بمعنى الوضع وعلى زائدة، وفي الكلام قلب: أي ولكن تتنزل منزلة قول موضوع يدل على ارادة ذلك: أي التصديق مثل قوله: صدق عبدي فالمعجزة لم تدل ّ على أن الله قال ذلك بالفعل، وحينئذ فلا يتأتى الدور (قوله كما يدل ّ بعض الاشارة على ذلك) أي التصديق كما لو قلت إن فلانا قال لي افعل كذا فكذبوك زيد مثلا، فقلت للذي نقلت عنه، هل قلت لي افعل كذا، فأشار لك برأسه، فتلك الاشارة تنزل منزلة قوله نعم أولا سواء كان ذلك المشير يتأتى منه الكلام أو أبكم ولا تدل على أنه في الجواب قال نعم أولا بالفعل، فاذا نزلت الاشارة منزلة ذلك سواء كان المشير متكلما أولا فكذلك المعجزة (قوله والكلام الخ) استئناف كلام زائد على السؤال وجوابه (قوله بالسمع) أي بالدليل السمعي (قوله والنزاع فيه) أي في إثباته لله (قوله لا في العبادات الخ) هي الألفاظ التي نقرؤها إذ لا خلاف في أنها يقال لها كلام الله (قوله المتواضع عليها) أي المتفق على وضعها (قوله والأفعال كثيرا الخ) هذا اشارة إلى جوب ثان بمنع قوله: في السؤال والمعجزة لا تثبت الخ، وهذا الجواب مبني على القول بأن دلالة المعجزة على الصدق عادية، وبهذا صارت الأقوال فيما ذكر ثلاثة (قوله على الارادة) أي ارادة التصديق، والمناسب للمقام أن يقول على التصديق (قوله والمعجزة كذلك) أي تدل على الارادة نظرا للعادة: أي عادة الله مع من ظهرت المعجزة على يديه (قوله وقد احتج الأستاذ الخ) جلب الشارح هنا ما للأستاذ من الدليلين العقليين على كونه متكلما ليردهما معا ويقرر ما يردّان به، وإن كان أحدهما يرد ّ بما يرد ّ به الدليل العقلي السابق (قوله ولا يتم ّ الخ) أي ولا يكمل لملك بفتح فكسر: أي من حيث ملكه، ويصح بضم فسكون، وهذا هو الدليل الأوّل، وتقريره أن تقول: الله ملك وكل ملك لا يكمل ملكه إلا بأمر ونهي ينتج الله لا يكمل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام