عند عدمها.
(ش) يعني أن الاعتماد في ثبوت تلك الأوصاف على الدليل العقلي من كون تلك الأوصاف كمالات، فيجب اتصافه بها وإلا لاتصف بأضدادها، فيكون ناقصا لأنه قد فاته الكمال وفوت الكمال نقصان ضعيف لأنه إنما ثبت لتلك الأوصاف الكمال في الشاهد ولا يلزم من كون الشيء كمالا في الشاهد أن يكون في الغائب كذلك. ألا ترى أن اللذة والألم في الشاهد كمال وهما ممتنعان على الله تعالى لأنهما من عوارض الأجسام وذاته جل وعلا لم تعرف حتى يعلم أن هذه الأوصاف كمالات في حقه تعالى يصح اتصافه بها بحيث يلزم إذا لم يتصف بها أن يتصف بأضدادها، وإنما تعرف من صفاته جل وعلا بالعقل ما دلت عليه أفعاله، فإن لم يدل الفعل لجأنا إلى السمع، فإن لم يرد وجب الوقف ولا شك أن السمع وارد في هذه الصفات الثلاث، فمنه في اثبات كونه تعالى سميعا بصيرا قوله تعالى - إنني معكما أسمع وأرى - وكقوله تعالى - وهو السميع البصير - وكقوله جل وعلا - ألم يعلم بأن الله يرى - وكقوله جل اسمه - الذي يراك حين تقوم - واحتجاج ابراهيم عليه الصلاة والسلام في نفي آلهية الأصنام في قوله تعالى - لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر - ولو كان معبوده كذلك لم تتم له حجة، وقد قال تعالى - وتلك حجتنا آتيناها ابراهيم على قومه - وإذا ثبت
(قوله عند عدمها) أي عند عدم الاتصاف بها (قوله يعني الخ) لما اقتضى قوله في المتن والتحقيق الاعتماد الخ ضعف الدليل العقلي أخذ في بيان ضعفه قبل التكلم على الدليل السمعي فقال يعني الخ (قوله من كون الخ) بيان للدليل العقلي فقوله تلك الأوصاف كمالات صغراه وأما كبراه القائلة وكل كمال يجب اتصافه به فهي مطوية للعلم بها، وأما قوله فيجب اتصافه بها فهو إشارة للنتيجة، وهذا دليل اقتراني والذي في المتن استثنائي لكن هو دليل واحد عقلي وإن اختلف التعبير به (قوله ضعيف) خبر ان من قوله: يعني أن الاعتماد (قوله لأنه إنما ثبت الخ) هذا إشارة لوجه ضعفه ومحصله المناقشة في الكبرى: أي لا نسلم أن كل كمال يجب اتصافه تعالى به ألا ترى إلى اللذة فإنها كمال في ذاتها ولم يجب اتصافه بها (قوله في الشاهد) أراد به الحادث وأراد بالغائب القديم، وفي التعبير به عن القديم مالا يخفى (قوله ألا ترى الخ) سند لقوله ولا يلزم الخ واللذة ادراك ونيل لما هو عند المدرك كمال وخير والألم إدراك ونيل لما هو عند المدرك آفة وشر، ووجه كون اللذة والألم كمالا أنه لا يتصف بهما إلا من كان صحيح الجسم لم تقم به آفة تمنعه من ادراك اللذيذ والمؤلم (قوله وذاته الخ) تعليل وسند لقوله لأنه إنما ثبت الخ (قوله فإن لم يرد الخ) كصفة الادراك (قوله فمنه) أي السمع (قوله وكقوله الخ) لا حاجة لكاف (قوله واحتجاج ابراهيم الخ) بالرفع عطفا على المبتدأ الذي هو قوله تعالى وبالجر عطفا على مدخول الكاف (قوله لم تعبد الخ) يشير إلى قياس من الشكل الثاني ونظمه الاله يسمع ويبصر ومعبودك لا يسمع ولا يبصر ينتج الاله ليس معبودك (قوله كذلك) أي يسمع ويبصر (قوله لم تتم له) أي لإبراهيم (قوله وقد قال تعالى الخ) علة لكون قول ابراهيم المذكور احتجاجا: أي إنما كان كذلك لأن الله قد أطلق عليه حجة أو حال: أي كيف لا تتم له الحجة والحال أن الله قال الخ (قوله وإذا ثبت) أي من خارج لا مما وأتى الشارح بهذا تتميما للاستدلال في