فهرس الكتاب
الصفحة 181 من 517

بالفلك الثامن ولم تكن في غيره؟ ولم كان الفلك التاسع أطلس من الكواكب؟ ولم كان بعض الكواكب أكبر من بعض؟ ولم كان بعضها يلي القطب الشمالي: وبعضها يلي القطب الجنوبي، وبعضها على سمت الرؤوس، وبعضها مائلا عنه، ولا موجب للتخصيص بجميع ما ذكر على أصلكم، وهل مذهبكم في اسناد ذلك إلى غير الفاعل المختار الذي يخص ما شاء إلا تلاعب لا يرضى بقوله إلا مسلوب العقل والإيمان، ومن لم ينفعه الله بشيء مما تعب في تعلمه، وصار يهذو هذيان المجانين وغير المميز من الصبيان، ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم: اللهم عافنا بفضلك من كل آفة في ديننا ودنيانا وآخرتنا يا أرحم الراحمين يا ذا الجلال والاكرام.

{فائدة} قال ابن دهاق في شرح الارشاد حين تعرض لأصناف الشرك: وصنف آخر من الشرك، وهو اضافة الفعل لغير الله سبحانه وتعالى قال: وهذا الصنف ثلاثة أنواع: أحدها إضافة الفعل إلى الأفلاك، وأنها تؤثر في العالم السفلي تأثيرات في الأجسام والنبات والمركبات، وأن البعض يتولد عن بعض، وهذا النوع يختص به الفيلسوفي، ومن تابعه من عامتهم وقال:

بالخامسة، والمشتري بالسادسة، وزحل بالسابعة (قوله بالفلك الثامن) هو الكرسي عندنا، فجميع الكواكب غير السبعة السيارة السابقة ثابتة في الفلك الثامن، وليس لها حركة ذاتية، بل تحركها تابع لحركة فلكها، ولذا قيل لها ثابتة وتحركها عندنا بذاتها ولا حركة للفلك (قوله أطلس) أي أسود، وقوله: من الكواكب: أي من أجل خلوه منها، ففي الكلام حذف أو ضمن أطلس معنى متجرد أو عار فعدى بمن (قوله الشمالي) بكسر الشين من جهة القبلة (قوله على سمت الرؤوس) أي فوقها (قوله مائلا عنه) أي عن سمت الرأس إلى جهة الشمال أو الجنوب (قوله على أصلكم) أي من القول بالتأثير بالعلة لأن نسبة العلة إلى جميع معلولاتها نسبة واحدة عندهم فلا وجه لترجيح واحد منها على الآخر (قوله بقوله) أي بالتلفظ به (قوله مما تعب في تعلمه) أي حتى أتقن البراهين ثم لم ينتفع بذلك (قوله يهذو) أي يتكلم بغير معقول لمرض ونحوه ويقال يهذي والشارح أتى بالفعل من الواوي وبالمصدر من اليأتى فلو قال هذو المجانين كان أنسب (قوله وغير المميز) عطف على المجانين (قوله من كل آفة الخ) الآفة في الدين مخالفة الشرع، وفي الدنيا سلب المال والاخراج من المنزل قهرا والقتل مثلا وآفة الآخرة العذاب (قوله وصنف آخر الخ) مقول القول (قوله اضافة) أي نسبة (قوله قال) أي ابن دهاق وكرر قال لئلا يتوهم أن قوله وهذا الصنف الخ من كلام الشارح (قوله إلى الأفلاك) أي العقل القائم بها فعقل كل فلك يؤثر في الفلك الأسفل منه وفي عقله، وأما العقل الفياض القائم بسماء الدنيا فهو المؤثر في عالم الكون والفساد: أعني كل ما على وجه الأرض من الحيوانات والنباتات والمعادن (قوله وأنها تؤثر الخ) تفسير لإضافة الفعل الخ (قوله تأثيرات) مفعول مطلق (قوله في الأجسام الخ) بدل مفصل من مجمل وهو العالم السفلي، والمراد بالأجسام ما يشمل الأعراض فهو بمعنى الموجودات وعلى هذا فقوله: والنباتات الخ عطف خاص، وقوله: والمركبات: أي من العناصر الأربعة (قوله وأن البعض الخ) عطف على اضافة الفعل (قوله الفيلسوفي) أي العالم من

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام