في الشمع، وهذا باطل لأن نفس النقش لم يحصل فيما طبع فيه وإنما حصل فيه مثاله. فتبين أن المذهب غير معقول، وهم أخس الفرق وأرذلها أفهاما وإدراك الحقائق على مثلهم عسير، وقد قالوا: إن عيسى صلب، فقيل لهم كيف يصلب الاله؟ فقالوا المصلوب الناسوت، فقيل لهم كيف ينفرد بالصلب الناسوت دون اللاهوت وقد اتحدا. ثم قد ورد في انجيلهم ما يشير إلى تعبد المسيح وخضوعه وخشوعه للرب سبحانه وتعالى، والتزامه أحكام العبيد من التذلل وطلب الجزاء من الله تعالى حتى قال: أنا ماض إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم، فإن كانوا يتمسكون بلفظ أبي، فقد قال وأبيكم، فبالمعنى الذي أثبت الأبوة لهم من التربية واللطف يثبت له به، وقوله: وإلهي تصريح بإثبات الألوهية لغيره، وعزى بعض أصحاب المقالات إلى بعض الصوفية القول بالاتحاد، وربما أخذوا
هي المنقوش: أعني الهيئة القائمة بالخاتم (قوله في الشمع) متعلق بانطباع (قوله لأن نفس النقش الخ) فاذا كان العلم انطبع في عيسى كان العلم غير حاصل فيه ولم ينتقل إليه (قوله النقش) أي الكتابة التي في الخاتم (قوله فيما طبع فيه) هو الشمع مثلا (قوله مثاله) أي مثال النقش الذي في الخاتم ومثال الشيء غيره (قوله المذهب) أي مذهب النصارى من اتحاد الكلمة بناسوت عيسى بجميع تفاسيره (قوله على مثلهم) أي على ذاتهم، فالمثل بمعنى الذات أو المراد عليهم وعلى من ماثلهم في رداءة الفهم (قوله وقد قالوا الخ) هذا يقتضي أيضا بطلان مذهبهم مع زيادة التشنيع عليهم (قوله كيف يصلب الاله) أي بعضه لأنهم يقولون إن بعض الاله وهو العلم قام بعيسى وعيسى قد صلبه اليهود وقتلوه (قوله الناسوت) أي ذات عيسى بدون وصفه وهو العلم القائم به (قوله دون اللاهوت) أي دون الاله: أي بعضه (قوله وقد اتحدا) أي والحال أنهما متحدان فاذا اتحدا فكيف يعقل صلب واحد دون الآخر، وفي العبارة حذف أي فبهتوا (قوله ثم قد ورد الخ) رد ّ لما ذهبوا إليه من ألوهية عيسى ويلزمه رد ّ الاتحاد ويزيد هذا على ما سبق برد ّ عيسى ابن الله فثم للترتيب الاخباري (قوله وطلب الجزاء) هذا تواضع منه من حيث نزل نفسه منزلة عامّة الناس الذين يعبدون الله لطلب الجزاء ورد عليهم في اعتقادهم أنه غير محتاج لله (قوله حتى قال الخ) غاية لالتزامه أحكام العبيد (قوله أنا ماض) أي ذاهب إلى السماء لأنقطع للعبادة والتذلل لله عز وجل (قوله فبالمعنى) أي السبب (قوله أثبت) أي المعنى لا عيسى كما قيل (قوله الأبوة) أي أبوة الله تعالى لهم (قوله من التربية الخ) بيان للمعنى فاطلاق الأبوة في حقه تعالى مجاز عن التربية لكن شرعنا يمنع اطلاق الأب على الله ولو بهذا لا يهامه (قوله وعزى الخ) لما أنهى الكلام على الاتحاد على مذهب النصارى وكان الاتحاد قد نقل عن بعض الصوفية أتى بذلك، فقال وعزى الخ (قوله أصحاب المقالات) أي الكتب المؤلفة في مقالات الفرق الضالة وأرباب الملل كاليهود والنصارى والمجوس (قوله القول بالاتحاد) أي اتحاد ذات الاله بذات الحوادث هذا هو المراد هنا لا الاتحاد السابق من أن أقنوم العلم اتحد ّ بناسوت عيسى كما هو المشهور عن النصارى وذهب بعض منهم إلى أن عيسى هو الله وبعض منهم إلى أنه ابن الله، وبعض منهم إلى أن الله إله وعيسى ابن مريم إله (قوله وربما الخ)