فهرس الكتاب
الصفحة 162 من 517

يلزم طرده لا عكسه، فلا يلزم إذا من عدم الاتحاد في هذه الحوادث عدم المدلول الذي هو اتحاد الكلمة بها، وما أخس مذهبا يفضي إلى تحويز أن تكون الخنفساء والجعل وغيرهما آلهة ومنهم من فسر هذا الاتحاد بالاختلاط والمزج كاختلاط الخمر والماء ونحوهما من المائعات وجميع ما ورد على الأوّل يرد على هذا ويزيد بأن الاختلاط من أحكام الأجسام، فكيف يعقل في الكلمة التي هي خاصية الذات الأزلية. قال المقترح: وسمعت من بعضهم عند المباحثة يقول: نسبته كنسبة أضواء الشمس من الشمس، فهي مشرقة علينا ولم تفارق الشمس ولم يعلموا أن أضواء الشمس أجسام مضيئة كثيرة بعضها يتصل بما أشرق عليه وبعضها يتصل بغيره، وأين هذا من الخاصية المتحدة، ومنهم من فسره بالانطباع كانطباع صورة النقش

عدم المدلول بإجماع أهل العقول، وإذا كان لا يلزم ذلك فيجوز الاتحاد في الخنافس مثلا فيجوز أن تكون آلهة، فمن من قوله منها بمعنى في، والواو من قوله وبإجماع للحال (قوله يلزم طرده) أي يلزم من وجوده وجود المدلول فالطرد التلازم في الثبوت (قوله والجعل) بضم ففتح: الحرباء وهي دويبة تستقبل الشمس وتدور معها مهما دارت وتتلوّن ألوانا وجمع الجعل جعلان بكسر فسكون وجمع الحرباء الحرابي كما في المصباح (قوله وغيرهما) كالوزغ والعقرب (قوله والمزج) عطف تفسير، فمعنى اتحاد الكلمة بناسوت عيسى امتزاجهما حتى صارا شيئا واحدا (قوله على الأوّل) أي على التفسير الأوّل للاتحاد، وهو أن المراد به القيام كقيام العرض بالجوهر (قوله من أحكام الأجسام) أي من أوصافها فالذي يتصف بكونه مختلطا مع غيره ما كان من الأجسام كالماء والعسل (قوله خاصية الذات) أي التي هي وصف نفسي للذات: أي مجموع الأقانيم الثلاثة، والوصف النفسي عندهم: إما حال أو اعتبار (قوله قال المقترح) بفتح الراء شروع في تفسير الاتحاد بوجه آخر غير ما تقدم، وأن المراد به الاتصال (قوله نسبته) أي أقنوم العلم المعبر عنه بالكلمة: يعني من عيسى (قوله كنسبة أضواء الشمس) أي منا (قوله من الشمس) حال من أضواء أو صفة لها (قوله فهي) أي الأضواء (قوله ولم تفارق الشمس) أي لكونها أجزاء لها: أي فكذلك أقنوم العلم مشرق على عيسى ولم يفارق الذات لكونه جزءا منها (قوله ولم يعلموا الخ) في العبارة حذف. والأصل وهو باطل إذ لم يعلموا الخ (قوله أجسام) أي مركبة من جواهر فردة كثيرة متصل بعضها ببعض، وقيل إن الضوء عرض قائم بكرة الهواء كالظلمة وهو الحق (قوله بما أشرق عليه) هو الأجسام المضيئة التي على وجه الأرض (قوله بغيره) أي بغير ما أشرق عليه من الأجسام المضيئة إذ الضوء كالخيط الممتد طرفه واصل إلينا وطرفه متصل بالشمس فالطرف الواصل إلينا متصل بما أشرق عليه وبعض تلك الأجزاء كالتي في وسط ذلك الخيط متصلة بغير ما أشرق عليه وهو بعض تلك الأجزاء المضيئة (قوله وأين هذا الخ) أي فهو قياس مع الفارق واسم الاشارة راجع لأضواء الشمس، وقوله: من الخاصية: أي من أقنوم العلم الذي هو خاصية للذات: أي وصف نفسي لها لا تعدد فيه ولا تكثر (قوله فسره) أي الاتحاد بالانطباع فمعنى اتحاد العلم بذات عيسى انطباعه فيه (قوله صورة النقش) أي صورة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام