عند حركته مانع، والأوّل الطبيعة والثاني العلة، فاذا عرفت هذا، فهذه الأوجه الثلاثة كلها مستحيلة في النطفة: أما تأثيرها فيما ينشأ عنها بالاختيار، فضروري ّ البطلان إذ الحياة والقدرة والإرادة والعلم لازمة للمؤثر بالاختيار، وهي جماد لا تتصف بشيء من ذلك قطعا، وأيضا لو أثرت النطفة بالاختيار لما اختص تأثيرها بهذه الذات التي تكوّنت عنها دون غيرها، ولكانت هذه الذات الكاملة أحرى أن تؤثر في إيجاد الذوات لاشتمالها على النطفة المدعى لها القدرة على التأثير ولما فيها أيضا من الأوصاف المناسبة للتأثير: كالعلم والقدرة والإرادة والحياة وغير ذلك وعجزها عن ذلك معلوم بالضرورة فأحرى ما هو أضعف منها: وأما تأثيرها بالطبع، وفي معناه العلة فباطل لاختصاص هذه الذات بمقدار مخصوص وصفة مخصوصة ونسبتها: أعني النطفة إلى جميع المقادير والصفات نسبة واحدة، فتعين أن يكون الفاعل مختارا له إرادة يرجح بها بعض الجائز على بعض وأيضا فكل من النطفة والذات جواهر متماثلة، ومع ذلك قد اختص بعضها بقوّة السمع وبعضها بقوّة البصر وبعضها بقوّة الشم وبعضها بقوّة العقل إلى غير ذلك من الاختلافات التي لا تحصى، وكل ّ يجوز أن يكون في مكان صاحبه، وأن يكون
الكائن كما في بعض النسخ لأن العطف بأو (قوله عند حركته) الأولى حركتها: أي اليد (قوله والأوّل) أي المؤثر الذي لا يصح منه الترك، ويتوقف تأثيره على وجود شرط وانتفاء مانع، وقوله: والثاني: أي المؤثر الذي لا يصح منه الترك ولا يتوقف تأثيره على شيء (قوله فيما ينشأ عنها) أي وهو الزائد (قوله إذ الحياة الخ) تنبيه لا استدلال لأن الضروريات لا تقام عليها الأدلة (قوله وهي) أي النطفة (قوله جماد) أي لا روح فيه (قوله وأيضا لو أثرت النطفة) أي في الزائد، وقوله: بهذه الذات: أي وهي الزائد (قوله ولكانت هذه الذات الكاملة) أي الهيئة المجتمعة المركبة من النطفة والزائد عليها (قوله أحرى الخ) فيه أن الذات الكاملة ليست متصلة بغيرها من الذوات حتى يكون تأثيرها فيه أحرى من تأثير النطفة وحدها المشترط فيها اتصالها بالمؤثر فيه (قوله وغير ذلك) أي من الأمور المناسبة للذات الكاملة كاليد عند القائل بتأثيرها، ولو حذف قوله وغير ذلك لكان أولى، لأن إفادة الأحروية في التأثير إنما تتوقف على القدرة والإرادة والعلم والحياة فقط (قوله عن ذلك) أي التأثير (قوله ما هو أضعف منها) هو النطفة (قوله وأما تأثيرها بالطبع) عطف على قوله أما تأثيرها فيما ينشأ عنها بالاختيار (قوله وفي معناه) أي التأثير بالطبع، وقوله: العلة: أي التعليل: أي التأثير به، وإنما أتى به هنا مع أنه لم يقل به أحد استيفاء للأقسام (قوله لاختصاص هذه الذات) أراد بها الزائد (قوله مقدار الخ) أي مع جواز عروض ما يقابلهما عليهما (قوله نسبة واحدة) أي فلا يكون ما أثرت فيه إلا على حالة واحدة بأن يكون كرة ولا يكون غيرها (قوله فاعل) أي فاعل الذات (قوله مختارا الخ) أي دون النطفة (قوله وأيضا الخ) دليل ثان لإبطال كون النطفة مؤثرة بالطبع أو التعليل (قوله من النطفة) الأولى حذفها لأن الكلام في الزائد عليها (قوله والذات) أراد بها الزائد على النطفة (قوله متماثلة) أي بالنسبة لحقيقتها (قوله وبعضها) أي الجواهر (قوله من الاختلافات التي لا تحصى) أي وكل قد اختص ّ بمكان مخصوص (قوله وكل) أي والحال أن كل ّ واحد من هذه (قوله في مكان صاحبه) بأن تكون العين موضع الفم وهكذا