فهرس الكتاب
الصفحة 112 من 517

شكل الكرة لاستواء أجزاء النطفة ولا في نموّها، وإلا لكنت تنمو أبدا.

(ش) تقدّم انحصار جهات التأثير في أوجه ثلاثة: وهي التأثير بالاختيار والتأثير بالطبيعة والتأثير بالعلة، وأن وجه الحصر أن كل ّ مؤثر: إما أن يصح منه الترك لأثره: أي ما أثر فيه: كالكاتب مثلا للكتابة والمتحرك غير المرتعش مثلا لحركته عند القدري لا عند السني القائل بعدم تأثير القدرة الحادثة أولا. والأوّل الفاعل المختار، ويلزمه أن يكون حيا عالما قادرا مريدا. والثاني إما أن يتوقف اقتضاؤه على شرط وانتفاء مانع كما يقول الطبايعي ّ في إحراق النار ونفع الأدوية مثلا فإنه قد يمنع منها مانع أولا كما يقول الفيلسوفي في حركة اليد مع حركة المفتاح مثلا فإنه يستحيل أن يمنع من حركة المفتاح أو الخاتم الكائنين في اليد

ضرورة (قوله لاستواء أجزاء النطفة) أي، وحيث كانت أجزاؤه مستوية في التأثير فليس جزء منها يؤثر في الرأس وجزء يؤثر في الرجل وهكذا يلزم أن يكون ما أثرت فيه مستويا غير مختلف ولا يكون مستويا إلا إذا كان على شكل الكرة، لأن الكرة الحقيقية مستوية المقادير من كل وجه. لكن قد يقال الخصم لا يسلم استواء أجزاء النطفة في التأثير، بل يقول بعض أجزائها يؤثر في الرأس مثلا وبعضها في غيرها (قوله ولا في نموها) عطف على وجود (قوله وإلا لكنت الخ) هذا دليل استثنائي لإبطال كون النطفة تؤثر بطبعها في نحو الذات. وحاصله أنها لو كانت مؤثرة في نحو الذات لكانت الذات دائما تنمو وتزيد. لكن التالي باطل لأن الشخص يقف في النمو على قدر مخصوص ولا يزيد عليه، وبيان الملازمة أن العلة النطفة، وهي دائمة بدوام الذات لأنها جزؤها، والمعلول النمو والمعلول يجب بدوام علته (قوله جهات) أي طرق (قوله بالطبيعة) أي الطبع، وقوله: بالعلة: أي التعليل، لأن هذا هو المقابل للاختيار (قوله وأن وجه الحصر الخ) الحصر استقرائي (قوله أن كل الخ) الأولى اسقاط كل ّ لأنها للأفراد، وهي غير مرادة بل المراد المؤثر في حد ذاته يقطع النظر عن أفراده (قوله مثلا) يعني عنه الكاف وكذا يقال فيما بعد (قوله للكتابة) أي بالنسبة لكنايته فإنه أثر فيها على كلام المعتزلة ويقدر على تركها (قوله غير المرتعش) أما هو فحركته اضطرارية لم يؤثر فيها باتفاق ولا بقدر على تركها (قوله عند القدري) راجع لكل من المثالين (قوله أولا) يقابل قوله: إما أن يصح منه الترك (قوله ويلزمه) أي عقلا (قوله قادرا مريدا) الأولى مريدا قادرا لأن القدرة تابعة في التعقل للإرادة (قوله والثاني) أي المؤثر الذي لا يصح منه الترك لأثره (قوله اقتضاؤه) أي تأثيره (قوله في إحراق النار) أي فإنه متوقف على المماسة لها وانتفاء البلل ... (قوله مثلا) راجع للأمرين قبله (قوله قد يمنع منها مانع) كان المناسب أن يقول منهما إلا أن يقال أن لفظ مثر لما كان مدخلا لأفراد أخر عبر بقوله: منها هذا، والمناسب أن يقول قد لا يوجد الشرط أو يوجد، ويمنع مانع (قوله أولا) ظاهره أولا يتوقف على شرط ولا على انتفاء

مانع بأن توقف على غيرهما أو لم يتوقف على شيء أصلا وهذا غير مراد، والمراد أولا يتوقف على شيء أصلا لا على شرط ولا على انتفاء مانع ولا غير ذلك (قوله كما يقول الفيلسوفي الخ) فيقول أن حركة اليد أثرت في حركة الخاتم. أما الشيء فيقول كل من الحركتين وإن كان بينهما لزوم عقلي ّ فعل للرب ّ (قوله الكائنين) الأولى

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام