قولنا في الصغرى أنا لم أكن ثم كنت وأن العلم بذلك ضروري إذ أنا ونحوه من الكنايات عبارة عن الهيكل المخصوص من روح وبدن لا عن بعضه عند المحققين على ما تقرر في محله، وإذا ثبت أن جزءا من ذاتي لم يكن ثم كان فذاتي لم تكن ثم كانت فأحتاج إلى موجد لذاتي، ويتعين أن يكون غيرها لئلا يلزم التهافت المذكور، قصارى الأمر تطرق احتمال أن بعض ذاتي في الأصل كالنطفة مثلا أثر في فعل البعض الزائد عليها لأنها مغايرة لمجموع ذاتي، لكن سنذكر بعد هذا برهان بطلانه لأن الذي قصدنا أن نستنتج من البرهان السابق إنما هو احتياج الذات إلى موجد، وأما تحقيق ذلك الموجد ما هو وتحقيق حدوث كل جزء من أجزاء الذات بل وكل جزء من أجزاء العالم فسيتبين بعد إن شاء الله تعالى على الكمال على أن اسناد إيجاد شيء من الذات لبعضها يندرج بطلانه فيما ذكرناه من البرهان على بطلان ايجاد الذات نفسها وهو ما ألزمناه على ذلك التقدير من صحة إيجادها غيرها إذ لو كان لبعض الذات خاصية الاختراع للمكن لأمكن للذات أن تخترع غيرها من حيث اشتمالها على ذلك البعض الذي يصح منه الاختراع وهو باطل على الضرورة.
من ذاتي لم يكن ثم كان (قوله فصدق قولنا) أي مقولنا، قوله: أنا الخ بدل منه، وقوله: في الصغرى في بمعنى من بيان للقول بمعنى المقول (قوله ونحوه) أي كانت وهو (قوله من الكنايات) أي الضمائر (قوله من روح وبدن) أي المركب من روح وبدن، والبدن مركب من النطفة والزائد عليها (قوله فذاتي) أراد بها الهيئة المركبة فلا ينافي أن جزءها، وهو النطفة موجود (قوله فأحتاج الخ) نتيجة الدليل السابق، وهي قد علمت مما سبق فالأولى حذفه (قوله تطرق الخ) لأن النطفة سابقة من قبل والحادث هو الزائد، فيحتمل أن النطفة موجودة للزائد (قوله كالنطفة مثلا) الأولى حذف مثلا، وتجعل الكاف استقصائية، لأن الجزء المفروض في المقام أنه قديم هو النطفة ليس إلا (قوله في فعل البعض) الأولى حذف فعل، لأن التأثير ليس في الفعل بل في البعض (قوله لأنها مغايرة لمجموع ذاتي) أي لأن الجزء يغاير الكل، وكان المناسب أن يقول لأنها مغايرة للزائد، لأن الموضوع أن النطفة يحتمل أن تكون مؤثرة في الزائد لا في المجموع (قوله بطلانه) أي بطلان تأثير النطفة في الزائد (قوله لأن الذي الخ) علة لمحذوف: أي وإنما ذكرنا بطلانه بعد ولم نذكره هنا، لأن الذي الخ (قوله إنما هو احتياج الذات إلى موجد) أي وهذا صادق بأن يكون ذلك الموجد للذات نفسها أو غيرها، وعلى أنه غيرها، فيحتمل أن يكون جزءها وأن يكون غير منفك عنها (قوله وأما تحقيق ذلك الموجد) أي للذات: أي وأما تحقيق جواب ما هو ذلك الموجد للذات وتحقيق حدوث كل ّ جزء الخ (قوله من الذات) متعلق بمحذوف: أي كائن من الذات كالنطفة، وقوله: لبعضها: أي كالزائد
(قوله وهو) أي البرهان (قوله إذ لو كان الخ) علة لقوله يندرج بطلانه الخ (قوله خاصية الاختراع) الإضافة بيانية (قوله للممكن) المناسب للزائد (قوله وهو) أي التالي باطل: أي فبطل المقدم وهو امكان أن النطفة توجد الزائد، فصار بطلان النطفة في الزائد قد علم مما هنا فلا حاجة لما يأتي من البرهان على بطلانه، قوله: وهو باطل في قوّة استثنائية صغرى: أي