فهرس الكتاب
الصفحة 108 من 517

غاية الأمر إني أعلم ضرورة تحوّلي من صورة إلى صورة لا من عدم إلى وجود كما ذكرت. فالجواب أن ذاتك الآن أكبر من النطفة التي نشأت عنها قطعا، فتعلم على الضرورة أن ما زاد كان معدوما ثم كان وإذا كان معدوما ثم وجد فلا بدّ له من موجود، فقد تم لك البرهان القاطع الذي الزائد من ذاتك على وجود الصانع دون حاجة إلى غيره.

(ش) هذا اعتراض على المقدمة الصغرى القائلة: أنا لم أكن ثم كنت وتقريره أن يقال لا نسلم أني لم أكن ثم كنت قولكم أن ذلك معلوم بالضرورة ممنوع، وسند المنع أني أعلم أن مادتي التي تكوّنت منها كانت ماء في صلب أبي وكذا مادة أبي التي تكوّن منها كانت ماء في صلب أبيه ولعل الأمر كان هكذا إلى غير نهاية وإذا لاح الاحتمال سقط الاستدلال غاية الأمر أني أعلم ضرورة تبدّل الصور علي ّ لا سبق العدم لذاتي ودليلكم مبني على أن نفس الذات لم تكن ثم كانت لا على أن صورتها لم تكن ثم كانت. أجاب بما حاصله أن الذات من باب الكل المجموعي والماهية المركبة ومن لازمها انعدام جزئها، ومن المعلوم ضرورة أن جزءها الأكبر الزائد على النطفة لم يكن ثم كان فصدق

أقبل، والمراد استمر، وجرّا مصدر جرّه إذا سحبه، والمراد التعميم، وهو مفعول مطلق: أي وجر ّ جرا، والمعنى استمر على هذا الحكم استمرارا (قوله غاية الأمر الخ) أي والذي لم يكن ثم كان واتصف بالضرورة هو التحول من صورة إلى صورة لا التحول من عدم إلى وجود (قوله فالجواب الخ) حاصله أنا نسلم أن المتغير هو الصور. وأما الذات فهي موجودة من قبل لكن ليس كلامنا في تلك النطفة الموجودة من قبل، بل كلامنا في الزائد على النطفة، فذلك الزائد لم يكن ثم كان، فقولنا في الصغرى: أنا لم أكن ثم كنت: أي باعتبار ذلك الزائد (قوله فقد تم ّ لك البرهان) أي من حيث أن الصغرى قد علم صحتها من هذا الجواب (قوله بهذا الزائد) أي فالذي علم به وجود الصانع إنما هو حدوث الزائد (قوله وسند المنع) أي منع الضرورة، وهو سند أيضا لمنع الصغرى من أصلها (قوله قولكم) المناسب وقولكم لأنه انتقال لمنع آخر (قوله ولعل الخ) هذا ترج، وما في المصنف جزم، والأولى عدم الجزم (قوله الاحتمال) أي المشار إليه بقوله: ولعل الأمر الخ (قوله تبدل الصور) أي وأما الهيولي فلم تبدل (قوله أجاب) أي المصنف (قوله بما حاصله الخ) هذا الجواب غير جواب المتن، لأن جواب المصنف نظر فيه للزائد، وهذا فيه للهيئة، فما ادعاه الشارح من أنه حاصله لا يتم لأنه يقتضي أن المعنى واحد (قوله والماهية المركبة) عطف تفسير: أي المجتمعة من نطفة وزائد عليها، وهو العظم واللحم والعروق والدم (قوله ومن لازمها) أي الماهية المركبة المفسرة للكل المجموعي ّ، فهما شيء واحد فلذا لم يقل ومن لازمهما (قوله بانعدام جزئها) أي وهو الزائد. وأما النطفة فهي موجودة ولا أوّل لها، والذي وجد بعد عدم إنما هو الزائد(قوله ومن

المعلوم الخ)أي وأما النطفة فيحتمل وجودها من قبل على ما في الشارح أو نقطع به كما في المتن (قوله الزائد) صفة للأكبر (قوله فصدق الخ) المناسب أن يقدم قوله الآتي، وإذا ثبت أن جزءا من ذاتي الخ على قوله: فصدق الخ، لأن الصدق متفرّع على ثبوت أن ذاتي لم تكن ثم كانت المتوقف على ثبوت أن جزءا

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام