فهرس الكتاب
الصفحة 44 من 239

وإنما وقع المشركون فيما ذكره المصنف - يرحمه اللّه - من جعلهم وسائط بينهم وبين اللّه - سبحانه وتعالى - لعلتين اثنتين ذكرهما ابن القيم في [مدارج السالكين] :

· أما الأولى: فهِيَ أَنَّهُمْ لم يقدروا اللّه حق قدره، ولذلك ظنوا أنه يحتاج إِلى هذه الوسائط.

· وأما الثانية: فهِيَ تشبيههم الرب بالخلق.

فلهاتين العلتين وقع - فيما أشار إِلَيْهِ المصنف - من جعل وسائط بينهم وبين الله - عز وجل -.

بيان ذلك:

أن المشركين لما جعلوا وسائط بينهم وبين اللّه إما أنهم يقولون إن اللّه لا يراهم ولا يسمعهم، ولذلك جعلوا من الخلق من يسمعهم ويراهم ليبلِّغ اللّه بذلك فوقعوا في الشِّرْك - وهذا محتمل -، وإما أن اللّه - عز وجل - بحاجة إِلى أن يكون هناك وسيط يستعطف اللّه حتى يعطف على خلقه فيلبِّي حاجة المخلوق؛ ومِنْ ثَمَّ وقعوا في الشِّرْك أَيْضاً.

فبان أن المشركين وقعوا في الشِّرْك حقيقة، وأن ذلك كله راجع إِلى أنهم لم يقدروا الله حق قدره، وأنهم مثلوه وشبهوه بخلقه - سبحانه وتعالى -.

قوله:(نُرِيدُ مِنْهُم التَّقَرُّبَ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى -، وَنُرِيدُ شَفَاعَتَهُمْ عِنْدَهُ)

ذكر المصنف - يرحمه اللّه - علتين اثنتين لجعل تلك الوسائط بين الخلق وبين اللّه من أولئك القوم:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام