فهرس الكتاب
الصفحة 173 من 239

ورابع الأمثلة:

هو من أقر بالتوحيد والصلاة والزكاة والصوم ولكنه جحد وجوب الحج، وقد حكى الإجماع على كفره غير واحد، ومنهم الموفق كما في [المغني] والنووي في [المجموع شرح المهذب] وكذا جماعة.

ففي هذه الأمثلة جميعاً دلالة واضحة على أن من آمن ببعضٍ وكفر ببعضٍ فإنه كافر بالله وهذا لا خلاف فيه، والإجماع حجة وهو دليل معتبر.

قوله:(وَلَمَّا لَمْ يَنْقَدْ أنَاسٌ)

ينقد من الانقياد وهو المطاوعة، أَيْ: لم يطاوع أناس.

قوله: (أَنْزَلَ اللَّهُ - تَعَالَى - فِي حَقِّهِمْ {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [1]

فيه دلالة أن هذه الآية لها سبب نزول، وهو كذلك على ما حكاه ابن جرير الطبري في [تفسيره] عن عكرمة مولى ابن عباس (أن اليهود والنصارى لما أنزل الله - عز وجل - قوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} قالوا: لا نحج، فأنزل الله - عز وجل - {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ) وقد أخرجه أَيْضاً سعيد بن منصور في [سننه] .

وفيه دلالة واضحة على أن أولئك من يهود ونصارى قد كفروا

(1) سورة آل عمران الآية (97) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام