أَيْ: مسألة تعلق العمل بالاعتقاد، وأن ما كلّ مَنْ عَمِل ولم يُقِرّ: مسلم، ومنه أهل النفاق الذين لا يقرون، وإنما يعملون بدون إقرار، فهؤلاء أَيْضاً كفار، فلابد من اجتماع الاعتقاد المُتَعَلِّق بالقلب، وقول اللسان، وعمل الأركان في باب التوحيد والديانة.
أَيْ: يعرف التوحيد، ويترك العمل به؛ (لخوف نقص دنياه) من مال ونحوه، (أَوْ جاهه) : وهي المنْزلة والرفعة والقدر، (أَوْ ملكه) أَيْ: الذي امتلكه سواء كان قليلاً أَوْ كثيراً؛ فهو يترك التوحيد لأجل مصالح دنيوية، فتارك التوحيد مع علمه به كافر، كمظهر التوحيد مع عدم إقراره وهو المنافق، وهو ما أشار إِلَيْهِ بقوله: (وترى من يعمل به ظاهراً لا باطناً) يعني أهل النفاق.
قال - رحمه الله: (وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِفَهْم آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى: أُولاَهُمَا: مَا تَقَدَّمَ، وَهِي قَوْلُهُ {لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} [1] . فَإِذَا تَحقَّقْتَ أَنَّ بَعْضَ الصَّحَابَةِ - الَّذِينَ غَزَوا الرُّومَ مَع رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَفَرُوا بِسَبَبِ كَلِمَةٍ قَالُوهَا عَلَى وَجْهِ الْمَزْحِ تَبَيَّنَ لَكَ أَنَّ الَّذِي يَتكَلَّمُ بِالْكُفْرِ، وَيَعْمَلُ بِهِ خَوْفَا مِنْ نَقْصِ مَالٍ، أَوْ جَاهٍ، أَوْ
(1) سورة التوبة الآية] 66 [.