فهرس الكتاب
الصفحة 38 من 239

شِرْعة قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - هو رسول نبي في ذلك العهد، وأما عندما ينْزل إِلى الأرض في آخر الزمان فليس رسولاً نبياً، وإنما عبدٌ للّه وتابع للنبي محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك لا يسعه إلا الحكم بما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

قوله:(وَهُو الذِي كَسَّرَ صُوَرَ هَؤُلاءِ الصَّالِحِينَ)

كلمة: (كسَّر) تحتمل ضبطين:

أما الأول: فبتثقيل السين المهملة (كَسَّرَ) على زنة (فَعَّلَ) .

والثاني:، على زنة فَعَلَ (كَسَرَ) بفتحات.

ولا ريب أن الضبط الأول أبلغ من الثاني؛ لأن الأول فيه تكرر الفعل؛ خلافاً للثاني. والنبي - صلى الله عليه وسلم - كَسَرَ وكَسَّرَ صور الأوثان والأصنام جملةً عن طريقين:

أما الطريق الأول:

فهو طريق معنوي، وذلك بنشر التوحيد، والنهي عن الشِّرْك بأجناسه وأنواعه.

وأما الطريق الثاني:

فهو طريق حسي، وذلك بكسر الأصنام والأوثان وإزهاقها من الوجود.

· فالأول: هدم لَصُوَرِهَا في القلوب والأذهان.

· والثاني: هدم لَصُوَرِهَا في الرؤى والأعيان، فاجتمع الأمران للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام