فهرس الكتاب
الصفحة 159 من 239

كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ [1] ، فَفَرَّقَ بَيْنَ النَّوْعَيْنِ، وَجَعَلَ كُلاً مِنْهُمَا كُفْراً مُسْتَقِلاً)

في هذه الجملة زيادة تدليل على بطلان ما ذهب إِلَيْهِ الْمُبْطِل، وأن الكفر الذي ادعاه أن الأولين قد قصروا كفرهم عليه هو كفر وشرك، وليس ذلك مدعاة لقصر جميع أنواع الكفر على نوع واحد وهو إضافة الولد إِلى الله - عز وجل -؛ ولذلك ذكر المصنف - يرحمه الله - أن جحد بعض السورة والإيمان ببعض هو كفر بالله - سبحانه وتعالى -، كما أن جَحْد نسبة الولد إِلى الله - عز وجل - صواب، لكن دعاء غيره - سبحانه وتعالى - من توسل وما إِلى ذلك كفر بالله - سبحانه وتعالى -.

قوله: (وَقَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ} [2] ، فَفَرَّقَ بَيْنَ الْكُفْرَيْنِ. . وَالدَّلِيلُ عَلَى هَذَا - أَيْضاً - أنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِدُعَاءِ اللاتِّ - مَعَ كَوْنِهِ رَجُلاً صَالِحاً - لَمْ يَجْعَلُوهُ ابْنَ اللَّهِ. وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِعِبَادَةِ الْجِنِّ لَمْ يَجْعَلُوهُمْ كَذَلِكَ)

هذا جواب آخر فيه تبيين لبطلان شُبْهَة الْمُبْطِل وهو أن اللات - وهو اسم رجل صالح كان يلتُّ السويق للحجيج - وقد اتخذه الناس معبوداً وآلهة من دون الله مع كونهم لم يقولوا: إن اللات ابن الله أَوْ ولد الله أَوْ بنت الله - سبحانه وتعالى -، فدل على أن الكفر لا يقتضي أن يكون

(1) سورة المؤمنون الآية] 91[.

(2) سورة الأنعام]100 [.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام