فهرس الكتاب
الصفحة 157 من 239

وَهَذَا في غَايَةِ الْوُضُوحِ)

حاصل هذه الشُّبْهَة: هو أن شرك المشركين لم يكن للشيء الذي وقع من المتأخرين وهو التَّوَسُّل إِلى الصالحين والأولياء ونحو ذلك، وإنما شركهم أنهم يسمون أناساً أبناء لله وبنات لله كتَسْمية الملائكة بنات الله، وتسميتهم عيسى ابن الله ونحو ذلك. خلافاً لما عليه ذلك الْمُبْطِل والمتأخرون من كونهم لا ينعتون الأولياء والصالحين الذي يتوسلون إِلَيْهِمْ، ويرجون شفاعتهم ويطلبونها منهم لا يطلقون عليهم تلك النعوت كابن الله وبنت الله ونحو ذلك.

قالوا: فحقيقة شرك المتقدمين هو إطلاق نعت لم يأت في الشرع من ابن الله، وبنت الله، وهذا غير موجود عندنا ولم نقله، فالصالحون الذين نتوسل إِلَيْهِم، ونطلبهم شفاعتهم هم ليسوا أبناء الله ولا بنات الله، كـ (عبد القادر) وهو يشير إِلى (عبد القادر الجيلاني) .

قوله: (فَالْجَوَابُ: أنً نِسْبَةَ الْوَلَدِ إِلَى اللَّهِ - تَعَالَى - كُفْرٌ مُسْتَقِلٌ، قَالَ اللَّهُ - تَعَالَى - {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ} [1] ، وَالأَحَدُ: الَّذِي لا نَظِيرَ لَهُ. والصَّمَدُ: الْمَقْصُودُ فِي الْحَوَائِجِ)

هذه الجملة فيها جواب على ما ذكره الْمُبْطِل من كون ما ذكره كفراً مستقلاً يختلف عن ما نحن بصدده، فَذِكْرُ أحدٍ من البشر أنه ابن الله أَوْ أنه بنت الله: كفر مستقل، ودعاء غير الله بالتَّوَسُّل به، واللجأ إِلَيْهِ، وسؤاله الشفاعة والنجاة ونحو ذلك: كفر آخر.

(1) سورة الإخلاص [1 - 2] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام