بسم الله الرحمن الرحيم
الْحَمْدُ لِلَّهِ عز وجل، أعطى وأجزل، ومنَّ فأفضل، والصلاة والسلام على محمد صاحب الخلق الأفضل، والنعت الأكمل، وعلى آله وأصحابه الكُمَّل، ومن سار على نهج الصدر الأول.
أَحْمَدُ اللَّهُ فَلا نِدَّ لَهُ ... بِيَدِهِ الْخَيْرِ مَا شَاءَ فَعَلْ
مَنْ هَدَاهُ سُبُلَ الْخَيْرِ اهْتَدَى نَاعِمَ الْبَالِ، وَمَنْ شَاءَ أَضَلْ
وبعد ...
فقد كان الناس قبل مبعث النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - حائدين عن سواء السبيل، وصراط الله المستقيم، فكثر فيهم الشرك والفساد، والجهل والإلحاد، والبغي والعناد، فبعث الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - إِلى الناس كافة عربهم وعجمهم بشيراً ونذيراً، وداعياً إِلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ففتح الله به أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً.
''وتضمنت دعوته - صلى الله عليه وسلم - غايتين:
-الأولى: تقرير الدين والعقيدة والشريعة وتعلمها، وتعليمها، ونشرها، والعمل بها.
-الثانية: حماية الدين والعقيدة والشريعة، والدفاع عنها، وبيان ما يخالفها.
وكل ذلك كان منهج القرآن الكريم، وعليه عمل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، وأصحابه، وأئمة السلف.
فكتاب الله تعالى - القرآن الكريم - عني بالتحذير من الشرك والكفر والبدع والضلالة، وعرض شبهاتهم، وبيان فسادها،