فهرس الكتاب
الصفحة 47 من 239

قال المصنف - يرحمه الله: (فَبَعَثَ اللّهُ - تَعَالَى-مُحَمَّدًا - صلى الله عليه وسلم - يُجَدِّدُ لَهُمْ دِينَهُمْ - دِينَ أبِيهِمْ إِبْرَاهِيمَ -، وَيُخْبِرُهُمْ أنَّ هَذَا التقَرُّبَ وَالاعْتِقَادَ مَحْضُ حَقِّ اللَّهِ - تَعَالى -، لا يَصْلُحُ مِنْهُ شَيْءٌ لِغَيْرِهِ لا لِمَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وَلا نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، فَضَلاً عَنْ غَيْرِهِمَا)

البعث أصله خروج الشيء بعد عدم وجوده، وَلِذَلِكَ يبعث الله الموتى بعد عدم وجود الحياة، وكذلك بعث الله لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - عن خلو الرسالة ووجود زمن فترة وهذا هو حقيقة البعث وفيه دلالة على أن زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي بعث فيه كان زمن فترة وبهذا قطع شيخ الإسلام وابن القيم - يرحمهما اللّه - وأئمة.

قوله: (يُجَدِّدُ لَهُمْ دِينَهُمْ)

التجديد له معنيان: معنى صحيح وآخر غير صحيح.

فأما الصحيح:

فهو تجديد ما اندرس من عقائد وَالْمَجِيء بشريعة من قبل اللّه تعالى وهذا هو المعنى المقصود هنا، فتجديد ما اندرس يَتَعَلَّق بالعقائد، إِذْ عقائد جميع الأنبياء والرسل واحدة لا تختلف خلافاً للشرائع فَهِيَ في الجملة مختلفة متباينة واللّه - عز وجل - لا يشرع أمراً إلا عن حكمة بالغة.

وأما المعنى الآخَر:

فالتجديد هو أخذ قديم وإيضاحه وإبرازه وحت الأوضار عنه وهذا المعنى اللُّغَوي ليس مقصوداً في كلام المصنف هنا، لأن

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام