فهرس الكتاب
الصفحة 29 من 239

والتفريق اخْتَلَفَ فيه المفرِّقون بين: الرسول والنبي، وأكثرهم - كما قاله شيخ الإسلام - يجعلون بين الرسول والنبي عموماً وخصوصاً مطلقاً، فيجعلون الرسول أعم والنبي أخص؛ ذلك أن الرسول هو من بُعث فأوحي إِلَيْهِ وأُرسل بشرع، فعنده عموم من حَيْثُ الشيء الذي أتى به، خلافاً للنبي فهو أخص منه حَيْثُ إنه لم يرسل بشرع.

ويذكر بعضهم أن جهة العموم والخصوص المطلق بينهما هو أن كل رسول نبي فهو أعم.

وفي المسألة أقوال، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه اللّه - هو: أن الرسول من أوحي إِلَيْهِ، وأرسل بشريعة، خلاقاً للنبي فيوحى إِلَيْهِ دون إرساله بشريعة جديدة، وكل تعريف في هذا الباب لا يخلو من مأخذ، على ما ألمح إِلَيْهِ شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه اللّه - في كتاب [النبوات] .

قوله:(الذِي أرْسَلَهُمُ اللَّهُ بِهِ إِلَى عِبَادِهِ)

إلى عباده: اسم جنس يشمل المؤمن والكافر، واللّه - عز وجل - نعت الكافر بأنه عبد؛ لأنه مذلل ومسخر من قبل اللّه - سبحانه وتعالى -، وَمِنْ ثَمَّ أطلقت عليه العبودية، فالعبودية لها إطلاقان - كما ذكره ابن تيمية في رسالة [العبودية] -:

الإطلاق الأول:

إطلاق عام يشمل الخلائق كلها، ومعناه أنها مذللة ومسخرة للّه - عز وجل -.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام