، واجعلوهم إخوانكم ولو كانوا بعيدين. واكفروا بالطواغيت وعادوهم وأبغضوهم، وأبغضوا من أحبهم وجادل عنهم، أَوْ لم يكفرهم وقال: (ما عليَّ منهم) ، أَوْ قال: (ما كلفني الله بهم) ، فقد كذب على الله وافترى، فقد كلفه الله بهم، وفرض عليه الكفر بهم، والبراءة منهم ولو كانوا إخوانهم وأولادهم ''
[1] قَالُوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} [2] )
أَيْ: أنهم علموا أن المقصود هو الكفر بجميع الآلهة وإفراد الله - سبحانه وتعالى - بأنه هو الإله الحق. ولذلك قالوا: إنَّ هذا لشيء عجاب، أَيْ: استغربوا وأصابهم العجب بذلك، وما ذلك إلا عناداً واستكباراً.
(1) روى الترمذي ( ... عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ فَجَاءَتْهُ قُرَيْشٌ، وَجَاءَهُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَ أَبِي طَالِبٍ مَجْلِسُ رَجُلٍ، فَقَامَ أَبُو جَهْلٍ كَيْ يَمْنَعَهُ، وَشَكَوْهُ إِلَى أَبِي طَالِبٍ، فَقَالَ: يَا ابْنَ أَخِي مَا تُرِيدُ مِنْ قَوْمِكَ؟ قَالَ: إِنِّي أُرِيدُ مِنْهُمْ كَلِمَةً وَاحِدَةً تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمُ الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ، قَالَ: كَلِمَةً وَاحِدَةً! قَالَ: كَلِمَةً وَاحِدَةً، قَالَ: يَا عَمِّ قُولُوا لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَقَالُوا إِلَهًا وَاحِدًا مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ قَالَ فَنَزَلَ فِيهِمُ الْقُرْآنُ] ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ [إِلَى قَوْلِهِ] مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ) .
(2) سورة ص] 5 [.