جعل المصنف - يرحمه الله - الحديث [1] سبب نزول في آية، وقد أخرجه ابن جرير الطبري - يرحمه الله - كما في [تفسيره] ، وهو عند أحمد في [مسنده] . وقوله: (أَيْ: تَثَبَّتُوا) تفسير لكلمة {فَتَبَيَّنُوا} .
أَيْ: يجب الكف عنه عند قوله (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ) . وقوله: (التَّثَبُّت) أَيْ: التثبت هل قالها حتى تُكَفَّ عنه السيوف لا مؤمناً بها أم قالها حقاً وصدقاً.
قوله: (فَإِنْ تَبَيَّنَ مِنْهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَا يُخَالِفُ الإِسْلاَمَ قُتِلَ لِقَوْلِهِ {فَتَبَيَّنُوا} )
أَيْ: فإن تبين منه بعد ذلك النطق الذي نطقه (ما يخالف الإسلام قُتِلَ) أَيْ: لا يكون النطق مفيداً إِذَا خالف دين الإسلام بناقض من نواقضه، وكفر من جنس ما يُكَفَّر به المرء، واستدل المصنف - يرحمه الله - على صحة ذلك بقوله: (لقوله - أَيْ: تعالى - {فَتَبَيَّنُوا} ) وسبق أنه بمعنى تثبتوا.
قوله: (وَلَوْ كَانَ لاَ يُقْتَلُ إِذَا قَالَهَا لَمْ يَكُنْ لِلتَّثَبُّتِ مَعْنًى)
أَيْ: لم يكن لقول الله {فَتَبَيَّنُوا} الذي هو بمعنى (تثبتوا) معنًى إِذَا كانت (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ) تعصمه مطلقاً حتى الموت، لما كان لقوله
(1) أخرج الشيخان - واللفظ لمسلم - من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ لَقِيَ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَجُلا فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَأَخَذُوهُ فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا تِلْكَ الْغُنَيْمَةَ فَنَزَلَتْ (وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) وَقَرَأَهَا ابْنُ عَبَّاسٍ (السَّلامَ) .