المعربين أيضاً، وبينهما فرق على ما ذكره اَلسُّهَيْلي - يرحمه اللّه - واختاره ابن القيم، كما في [بدائع الفوائد] وهو: أن الرحمن يَتَعَلَّق بصفة الرحمة القائمة به - سبحانه وتعالى -، وأما الرحيم فيَتَعَلَّق بصفة الرحمة المتعدية لمن شاء - سبحانه - من خلقه.
(اعلم) فعل أمر من العلم، والعلم ماهية نظرية يَتَأَتَّى تَعْرِيفها، اخْتَلَفَ العارفون في حَدِّهَا على خمسة عشر قولاً ذكرها الزبيدي - رحمه اللّه - في شرحه على [الإحياء] ، وأحسن ذلك أن يقال: العلم هو حكم الذهن الجازم بماهية وفق تطابقها مع ما هِيَ عليه خارج الذهن.
بيانه:
أن ماهية الأشياء لها خارج الذهن حقيقة معلومة معروفة، ولها ماهية داخل الذهن، فإذا تطابقت الماهية المعروفة في الذهن مع الماهية الخارجة عن الذهن، فهذا الذي يسمى العلم؛ وهذا الذي جزم به جمهور المتكلمين على ما حكاه شيخ اَلإِسْلام ابن تيمية - يرحمه اللّه - في [نقض التأسيس] ، وفي [الرد على المنطقيين] .
وإنما اسْتَهَلَّ المصنف - يرحمه اللّه - متنه بكلمة (اعلم) لِيَتَهَيَّأَ القارئ لما بعدها من مهمات المسائل وهي طريقة مستحسنة.
قوله: (رَحِمَكَ اللَّهُ)
جملة دعائية، والرحمة حقيقتها هنا غفران ذنب العبد الماضي، وتوفيقه للسلامة من الذنوب في المستقبل، وهذه الجملة الدعائية