وأما الجهة الثانية:
فهو أن لهم الغلبة بالسيف والسنان، فلهم الغلبة في الجملة، وإن وقع لهم هزيمة في بعض المعارك، كما وقع للنبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه في غزوة أحد، فنصرة أهل الإسلام بالسيف والسنان هي نصرة جُمْلِيَّة متى ما توفرت أسبابها القدرية والشرعية.
السِّنَان المقصود بها: الرماح، وَمِنْ ثَمَّ يقال: ضَرَبَ العدو برؤوس الأَسِنَّة؛ يعني برؤوس الرماح.
ثالث المسائل:
قوله: (وِإنٌمَا الْخَوْفُ عَلَى الْمُوَحِّدِ الَّذِي يَسْلُكُ الطَّرِيقَ وَلَيْسَ مَعَهُ سِلاحٌ)
أَيْ: أن الرجل الذي عنده توحيد ولكن ليس عنده تَدَرُّع بالعلم والمعرفة، ولا معرفة بالدلائل والأدلة في ذلك فإنه يخشى عليه - من حين إِلى آخر - أن تقع في قلبه شُبْهَة ثم يُصْرَف عن التوحيد والحق، فالخشية إنما على أهل الجهل الْمُوَحِّدين لا على أهل التوحيد العالمين.
ففرق بين موحد عامّي جاهل، وبين موحد عالم بالأدلة والدلائل، فالثاني: الشُّبهات عنده جهالات يفندها ويُبَيِّنُ باطلها وعُوَارها، والأول: قد يقف عند كثير منها وربما دخل عليه شيء من الشبه، مع أن الْمُوَحِّد العامي خير منْزلة وقدراً عند الله من