فهرس الكتاب
الصفحة 72 من 239

قوله:(بَلْ يَظُنُّ أَنَّ ذَلِكَ هُوَ التَّلَفُّظُ بِحُرُوفِهَا مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادِ الْقَلْبِ لِشَيءٍ مِنَ الْمَعَانِي)

يظن أنها تنفع، وأنه يدخل في جملة الْمُوَحِّدين عندما يتلفظ بـ (لا إله إلا الله) ، وهذا التلفظ الْمُجَرَّد لا يُدْخِلُهُ في جملة الْمُوَحِّدين، ولا يجعله من أهل التوحيد الحق.

قوله: (وَالْحَاذِقُ مِنْهُمْ يَظُنُّ أَنَّ مَعْنَاهَا: لا يَخْلقُ، وَلا يَرْزُقُ، وَلا يُدَبِّرُ إِلاَّ اللَّهُ. فَلا خَيْرَ فِي رَجُلٍ جُهَّالُ الْكُفَّارِ أعْلَمُ مِنْهُ بِمَعَاني 'لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ')

أَيْ: الحاذق من أهل زمانه، وأصل الكلمة من الحِذْق وهو المهارة، يقال: (حذق فلان الأمر حتى أصبح حاذقاً فيه وذا حذق) ؛ أَيْ: صاحب مهارة وخبرة فيه، وهو يعني أهل الكلام والبدعة الذين يقولون: إن التوحيد الذي بعثت لأجله الرسل وأنزلت لأجله الكتب هو توحيد الربوبية، وهو أن تُقِرَّ أن الله هو الخالق الرازق المحيي والمميت، وما إِلى ذلك، فَإِذْا أقررت بذلك ولو صرفتَ شيئاً من العبادة لغيره فإنك موحِّد عندهم، وهذا هو قول أهل الكلام ومنهم جمهور الأشاعرة والماتريدية، وما أكثرهم في هذا الزمان.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام