أَيْ: الواجب العيني عليك حين وجود هذه الحالة أن تعرف ما سيأتي. فالواجب واجبان:
· واجب أصلي.
· واجب عارض.
فأما الواجب الأصلي:
فهو علم التوحيد ومعرفة ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يَتَعَلَّق بالاعتقاد. وهذا أمر مجمع عليه ومتفق على وجوبه.
وأما الواجب العارض:
فهو أن يعرض للمرء شُبْهَة في باب التوحيد والدين والاعتقاد، ويخشى على توحيده أن يذهب وعلى إيمانه أن يخبو أَوْ يضعف، فيجب عليه حينئذ أن يستنير بالعلم الحق ويدفع هذه الشُّبْهَة؛ لأنه شيء عارض لابد له من شيء مُعارِض حتى يَذْهب ولا يَبْقى.
يقول ابن القيم - يرحمه الله - (كنت أنظر في شبهات القوم - يعني الصوفية وأرباب الاعتقادات الفاسدة - فيقع في فؤادي أشياء فآتي شيخ الإسلام ابن تيمية فيوضح لي الأمر فلما أكثرت قال لي: لا تنظر في شبهاتهم فإنه ربما بقي في فؤادك شيء لا يندفع - يعني لا تجد له أحداً قريباً يدفعه فيكون راسباً باقياً في فؤادك - ثم قال قولته الشهيرة: '' لا تكن كالإسفنجة تشرب الماء ثم تحتاج إِلى يد تعصرها فربما تمزقت من كثرة الأيدي التي تعصرها، ولكن كن كالمرآة التي إن مر عليها شيء رأته بوضوح وصفاء ولم تتشرب شيئاً