فهرس الكتاب
الصفحة 228 من 239

الأولى:

قَوْلُهُ - عز وجل: {إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ}

فلم يستثن إلا من أكره. أَيْ: لم يستثن غيره ممن تَعَلَّقَ بغرض من الأغراض التي ذكر المصنف - يرحمه الله - شيئاً منها كخوف وطمع ومداهنة وبخل بوطن، وما إِلى ذلك.

قوله: (وَمَعْلُومٌ أنَّ الإنْسَانَ لاَ يكْرَهُ إِلا عَلَى الْعَمَلِ، وَالْكَلاَمِ، وَالْفِعْلِ، لاَ عَقِيدَةِ الْقَلْبِ، فَلاَ يُكْرَهُ عَلَيْهَا أَحَدٌ)

حاصله أن الإكراه يقع على الظاهر، والظاهر يَتَعَلَّق بشيئين:

· أما الأول: فاللسان.

· وأما الثاني: فالأركان - الجوارح الظاهرة -.

إلا أنه لا يقع على قول القلب وعمل القلب؛ لأنه أمر خفي مستور لا يُعلم، فَإِذَا وقع الكفر في القلب، فإن ذلك مُؤْذِن بكفر صاحبه ولو أُكْرِه، وَإذَا وقع الكفر بالظاهر مع طمأنينة القلب دون إكراه فإن صاحبه كافر، فإذا وقع الإكراه مع طمأنينة القلب، وقال بلسانه أَوْ فعل بجارحته شيئاً من الكفر فإن ذلك معذور.

الثانية:

قوله: (الثَّانِيَةُ: قَوْلُهُ تَعَالَى {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [1] ، فَصَرَّحَ أنَّ

(1) سورة النحل [107] .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام