الدليل الثاني:
فآيات في سورة المؤمنون، قال - عز وجل: {قُلْ لِمَنْ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ، قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [1] ، وفيها دلالة واضحة أَيْضاً على أن توحيد الربوبية موجود عند القوم.
(تحققت) من قولهم: حقَّقَ الشيء وتَحَقَّقَ منه إذَا صَحَّ عنده، وأصبح على يقين به. قوله: (مُقِرُّون) من الإقرار وهو المعرفة، يقال: أَقَرَّ فلان بكذا إِذَا اعترف به، أَيْ: إِذَا بان لك وَتَيَقَّنْتَ وعرفت أن المشركين قد وحَّدُوا اللّه في باب الربوبية على جهة الإجمال، وأن الشِّرْك قد وقع في باب العبادة.
قوله: (وَأَنَّهُ لَمْ يُدْخِلْهُمْ في التَوُحِيدِ الَّذِي دَعَتْ إِلَيْهِ الرُّسُلُ)
التوحيد: تفعيل من وحد يوحد توحيداً إِذَا أفرد الشيء وجعله واحداً، وحقيقة توحيد الشيء يرجع إِلى أمرين:
· الأول: إثبات كون ذلك الشيء منفرداً واحداً.
· الثاني: نفي الشركة عن ذلك المنفرد.
فلا يتم التوحيد إلا بإثبات الوحدة والانفراد، ونفي الشركة عن
(1) سورة المؤمنون الآيات (84 - 89)