فهرس الكتاب
الصفحة 52 من 239

قال المصنف - رحمه الله: (وَإلاَّ فَهَؤُلاءِ اَلْمُشْرِكُونَ. يَشْهَدُونَ أنَّ اللَّهَ هُوَ الخَالِقُ - وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّهُ لا يَرْزُقُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُحْيِي وَلا يُمِيتُ إِلاَّ هُوَ، وَلا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إِلاَّ هُوَ، وَأنَّ جَميع اَلسَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، وَمَنْ فِيهِنَّ، وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَنْ فِيهَا كُلَّهُمْ عَبِيدُهُ، وَتَحْتَ تَصَرُّفِهِ وَقَهْرِهِ) .

أراد المصنف - يرحمه اللّه - أن يؤكد إيمان الناس إبَّانَ بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالربوبية وإثبات الصفات العلية للّه - سبحانه وتعالى -؛ من كونه هو الخالق الرازق المحيي المدبر للخلق وما إلى ذلك.

إلا أن التاريخ أثبت أن هناك أناسا وقع الشِّرْك منهم في باب الربوبية والمعرفة والإثبات؛ كبعض المجوس - نفاة القدر - فتُحمل النصوص وما جاء عن السلف - يرحمهم اللّه - على وجه جُمْلِي، ومِنْ ثَمَّ يقال: كان الناس إبَّانَ بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنين بأن اللّه خالق رازق وما إِلى ذلك، هذا في الجملة مع وجود شذوذ منهم شذوا عن هذه القاعدة، ولذلك جاءت النصوص مقرة إيمانهم في الربوبية.

قوله:(كُلَّهُمْ عَبِيدُهُ)

(كلهم) : تأكيد معنوي لـ (جميع) ، ولذلك كانت منصوبة.

(عبيده) : يعني أنهم مُعَبَّدُونَ للّه - سبحانه وتعالى - إذ إن كلمة العبد تأتي على معنيين اثنين:

أما الأول:

فهو الْمُحِبُّ المتذلل لله - سبحانه وتعالى -، وهؤلاء هم عباد اللّه المكرمون

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام