فهرس الكتاب
الصفحة 91 من 239

باطلهم ولم يَقْبَلْ قَلْبُهُ شيئاً منها.

يقول المصنف - يرحمه الله - مخاطباً أحد مراسليه - كما في [تاريخ ابن غنام] : '' قولك: (اعلم يا أخي لا علمت مكروهاً) ، فاعلم أن هذه كلمة تضاد التوحيد، وذلك أن التوحيد لا يعرفه إلا من عرف الجاهلية، والجاهلية هي المكروه، لمن لم يعلم المكروه لم يعلم الحق.

فمعنى هذه الكلمة: (اعلم لا علمت خيراً) ، ومن لم يعلم المكروه ليجتنبه لم يعلم المحبوب.

وبالجملة فهي كلمة عامية جاهلية، ولا ينبغي لأهل العلم أن يقتدوا بالجهال''.

قوله:(إِنَّ الطَّرِيقَ إِلَى اللَّهِ لاَبُدَّ لَهُ مِنْ أعْدَاءٍ)

يعني صراط الله المستقيم، الذي يسير فيه المؤمن.

قوله: (قَاعِدِينَ عَلَيْهِ)

أَيْ: أن تلك الشياطين التي هي أعداء للتوحيد تَقْعد على الصراط المستقيم لتصرف أهله، وتنصر باطلها.

قوله: (أَهْلِ فَصَاحَةٍ، وَعِلْمٍ، وَحُجَجٍ)

أهل فصاحة: أَيْ: أصحاب بلاغة في الكلام، وحسن قول وعبارة، تجد أحدهم إن تكلم أحسن الكلام بلسانه، وأبان عن المعنى المراد المكنون في جنانه، ولكنه وإن أبان وأفصح وأصبح ذا بلاغة وحسن عبارة فهو من أعداء التوحيد.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام