-عز وجل - بأقبح الذنوب وهو الكفر والشرك فإن شفاعة جميع الرسل وشفاعة جميع الخلق الصالحين من ملائكة وبشر وغير ذلك لا تغني شيئاً ولا تنفع شيئاً، لأنه لا شفاعة لمشرك ولم يقع ذلك إلا لواحد من المشركين فقط وهو عم النبي - صلى الله عليه وسلم - وما ذلك إِلا لأسباب ذُكِرَتْ في [شرح التوحيد] [1] .
من الناس الصالحين - الموضوعين في ذلك - (عزير) كما يقوله اليهود حَيْثُ جعلوه وسيطاً بل جعله بعضهم إِلَهًا وجعله كثيرٌ منهم ابناً للرب - سبحانه وتعالى -.
(1) والآتي مقتبس من [شرح كتاب التوحيد] بتصرف: '' قوله (فالشفاعة التي نفاها القرآن ما كان فيها شرك) ولهذا أثبت الشفاعة بإذنه في مواضع، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها لا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص وهذا كله فيه دلاله على أن الشافع والمشفوع له إذا وقع منهما ما ينافي الإخلاص فإنهم لا يشفعون ولا يشفع فيهم، ومن ثم اخْتَلَفَ أهل العلم رحمهم الله كيف شفع النبي - صلى الله عليه وسلم - في أهل الموقف (الشفاعة العظمى) وأديانهم تختلف وفي عمه أبي طالب وهو كافر مشرك فوجهوا ذلك إلى أمور: أولها: الخصوصية، أي: أن الأمر على عمومه من كون المشفوع له لا بد أن يكون موحداً. إلا أن هاتين الحالتين (الشفاعة العظمى لأهل الموقف، وشفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في عمه أبي طالب) حالتان خاصتان تخرج عن الإطلاق والعموم السابق. وثانيها: أن الشفاعة التي أُنيط بها كون المشفوع له لابد أن يكون موحداً مخلصاً هي الشفاعة المُتَعَلِّقة بإخراج صاحبها من النار، وإعتاق رقبته من جهنم والشفاعتان السابقتان لا تخرج عن ذلك، فالشفاعة العظمى هي شفاعة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أن يفصل بين الخلق بعد وقوفهم، والشفاعة الثانية المُتَعَلِّقة بعم الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما هي تخفيف لا إعتاق رقبته من النار، فخفف الله عذاب عمه أبي طالب إلى أن وضع له ضحضاح من النار إلى كعبي رجليه يغلي منهما دماغه ... ''