فهرس الكتاب
الصفحة 25 من 239

أول شرح [كتاب التوحيد] [1] ، وهو مأخوذ من: وحَّد يوحِّد توحيداً إِذا أفرده.

قوله:(هُوَ إِفْرَادُ اللَّهِ - سبحانه وتعالى - بِالعِبَادَةِ)

هاهنا إشكال وهو أن التوحيد حقيقة: إفراد اللّه - سبحانه وتعالى - بالعبادة والربوبية والأسماء والصفات، وقد جرده المصنف - يرحمه الله - لتوحيد العبادة، ويُخَرَّج هذا الإشكال على أحد وجهين:

أما الأول:

فهو أنه تعريف للشيء ببعض أفراده، وهو مسلك عند أولي

(1) الآتي مقتبس من شرح [كتاب التوحيد] المسمى بـ [إفادة المستفيد] : ''قوله [التوحيد] مصدر وحَّده يوحِّده توحيداً، إذا جعله واحداً فرداً، ومنه:-

يا واحد العُرب الذي ... ما في الأنام له نظير

والتوحيد هو: إفراد الله في العبادة والربوبية والأسماء والصفات. واعلم رحمك الله أن لأهل السنة طريقتين في تقسيم التوحيد، مضمونهما واحد:-

الطريقة الأولى: تقسيمه إلى ثلاثة أقسام، إلى توحيد ألوهية، وربوبية، وأسماء وصفات:

فأما توحيد الألوهية أو الإلهية فهو (إفراد الله بأفعال العباد، كالصلاة والزكاة والذبح ونحوها) .

وأما توحيد الربوبية فهو (إفراد الله بأفعاله، كالخلق والرزْق والإحياء ونحوها) .

وأما توحيد الأسماء والصفات فهو (إثبات ما أثبته الله لنفسه، من الصفات من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، وكذلك يُنفى عنه ما نفاه عن نفسه من غير إلحاد، وكذا الأسماء) . وهذه طريقة جماعة كابن بطة العكبري ومحمد بن إسحاق بن منده وغيرهم من السلف، وقررها جماعة كابن تيمية وابن القيم والصنعاني والزبيدي والمقريزي والسفاريني، وكذلك هي طريقة المصنف وقررها أيضاً رحمه الله.

والطريقة الثانية: تقسيمه إلى قسمين، إلى توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في الطلب والقصد، فالأول هو: توحيد الربوبية والأسماء والصفات، والثاني هو: توحيد الألوهية، وقرر هذه الطريقة ابن القيم وابن أبي العز وغيرهما. ودليل تينك الطريقتين في القسمة الاستقراء التام لنصوص الشرع، ومثله استقراء النحاة كلام العرب، فوجدوه لا يخرج عن كونه اسماً أو فعلاً أو حرفاً، والاستقراء التام حجة قاطعة عند أولي النظر ''.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام