فهرس الكتاب
الصفحة 98 من 239

قال المصنف - يرحمه الله: (وَالْعَامِّيُّ مِنَ الْمُوَحّدِينَ يَغْلِبُ الأَلْفَ مِنْ عُلَمَاءِ هَؤُلاءِ الْمُشْرِكِين، كَمَا قَالَ تَعَالَى {وَإنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [1] ، فَجُنْدُ اللَّهِ - تَعَالَى - هُمُ الْغَالِبُونَ بِالْحُجَّةِ وَاللِّسَانِ كَمَا هُمُ الْغَالِبُونَ بِالسِّيْفِ وَالسِّنَانِ، وِإنٌمَا الْخَوْفُ عَلَى الْمُوَحِّدِ الَّذِي يَسْلُكُ الطَّرِيقَ وَلَيْسَ مَعَهُ سِلاحٌ)

هذه الجملة عنى بها المصنف - يرحمه الله - مسائل:

أولى المسائل:

أن مقدار الْمُوَحِّد من عامّة الناس أعظم من مقدار العالم من أهل الشِّرْك والوثنية والبدعة والهوى، ولذلك دلائل:

· أولها: أن التوحيد أعظم من الشِّرْك بمفاوز لا تقارن، وهذا أمر مجمع عليه.

· وثانيها: أن الْمُوَحِّد ناجٍ في الآخرة وإن طُهِّرَ في النار زمناً فإنه يدخل الجنة خلافاً للمشرك فالنار أولى به.

· وثالثها: أن الْمُوَحِّد منصور مؤيد، خلافاً للمشرك فمخذول غير مؤيد من الله - عز وجل -.

فهذه دلائل على أن الْمُوَحِّد العامّي خير من المشرك صاحب الهوى والشُّبهات المخالفة للحق؛ وإن كان عالماً فصيح اللسان أحاط بعلوم اللُّغَة وغيرها.

قوله:(وَالْعَامِّيُّ)

(1) سورة الصافات الآية] 173 [.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام