السيرة] بقوله: ''وأظهروا - يعني العبيدية - شرائع الإسلام، وإقامة الجمعة والجماعة، ونصبوا القضاة والمفتين، لكن أظهروا الشرك ومخالفة الشريعة، وظهر منهم ما يدل على نفاقهم وشدة كفرهم، فأجمع أهل العلم أنهم كفار، وأن دارهم دار حرب''.
أَيْ: دون المسائل الشركية التي نحن بصدد محاجة أصحابها.
قوله: (أَجْمَعَ العُلَمَاءُ عَلَى كُفْرِهِمْ، وَقِتَالِهِمْ)
حكى الإجماع غير واحد ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية - يرحمه الله - كما في كتابه [منهاج السنة النبوية] وكذا في [المجموع] وحكاه ابن كثير في [البداية والنهاية] وكذلك ابن قيم الجوزية في [الصواعق المرسلة] وجماعة.
قوله: (وَأَنَّ بِلادَهُمْ بِلادُ حَرْبٍ)
البلاد ثلاثة أقسام:
أما الأول:
فبلد حرب، وهو من أظهر المسلمون لهم العداء، واستحلوا دماءهم وأموالهم.
وأما البلد الثاني:
فبلد مُسْتَأْمَن، وهؤلاء مِمَّنْ ضُرِبَتْ عليهم الجزية، أَوْ وقع بينهم وبين المسلين كتاب، أَوْ كانوا من المعاهدين الذميين.