فهرس الكتاب
الصفحة 195 من 239

القولة كانوا جهالاً؛ ومِنْ ثَمَّ وقع ما وقع فلا يَكْفُرون لجهلهم، وقد حَكى جمعٌ العذر بالجهل خصوصاً لمن كان حديث عهد بإسلام، ومن سأل النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - ذلك السؤال كانوا حدثاء عهد بإسلام، وممن حَكى الإجماع على ذلك ابن عبد البر - يرحمه الله - كما في [التمهيد] وكذا النووي في [المجموع] والموفق في [المغني] وشيخ الإسلام في مواضع من كتبه.

قوله - يرحمه الله: (وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوبُ)

أَيْ: هذا الذي نحن نطلبه من الاستدلال على أن من أوقع شركاً ولو كان يتشهد الشهادتين ويصلي ويصوم ولو نال صحبة النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فإنه كافر.

قال المصنف - يرحمه الله: (وَلَكِنْ هَذِهِ الْقِصَّةُ تُفِيدُ: أَنَّ الْمُسْلِمَ - بَل الْعَالِمَ - قَدْ يَقَعُ فِي أَنْوَاعِ مِنْ الشِّرْكِ - لاَ يَدْرِي عَنْهَا. فَتُفِيدُ التَّعْلِيمَ وَالتَّحَرُّزَ، وَمَعْرِفَةَ أَنَّ قَوْلَ الْجَاهِلِ:(التَّوْحِيدُ فَهِمْنَاهُ) أَنَّ هَذَا مِنْ أكْبَرِ الْجَهْلِ، وَمكَائِدِ الشَّيْطَانِ. وَتُفِيدُ - أَيْضاً - أنَّ الْمُسْلِمَ الْمُجْتَهِدَ الَّذِي إِذَا تَكَلَّمَ بِكَلاَمِ الْكُفْرِ - وَهُوَ لاَ يَدْرِي - فَنُبِّهَ عَلَى ذَلِكَ، وَتَابَ مِنْ سَاعَتِهِ أَنَّهُ لاَ يَكْفُرُ، كَمَا فَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ، وَالَّذِينَ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -. وَتُفِيدُ - أَيْضاً - أنَّهُ لَوْ لَمْ يَكْفُرْ فَإِنَّهُ يُغَلَّظُ عَلَيْهِ الْكَلاَمُ تَغْلِيظاً شَدِيدًا، كَمَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام