فهرس الكتاب
الصفحة 68 من 239

قوله: (وَإِنَّمَا يَعْنُونَ بِـ(الإِلَهِ)مَا يَعْنِي الْمُشْرِكُونَ فِي زَمَانِنَا بِلَفْظِ(السَّيِّدِ).

وهذا واقع عند أناس في الجزيرة آنذاك يُسَمَّوْن بـ (المكارمة) جهة نجران، وهو موجود أَيْضاً في الحجاز آنذاك وفي غيره، وهؤلاء السادة يتجه الناس إِلَيْهِمْ بقلوبهم، ويرجون شفاعتهم، ويتمسحون بهم، تبركاً وتقرباً، فصرفوا لهم شيئاً من العبادة.

قوله: (فَأَتَاهُم النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَدْعُوهُمْ إِلَى كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ، وَهِي(لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) . والْمرَادُ مِنْ هَذِهِ الْكَلِمَةِ مَعْنَاهَا لاَ مُجَرَّدُ لَفْظِهَا)

أَيْ: لا تنفع هذه الكلمة كل من قالها إلا من قالها عن معرفة وعمل بمقتضاها ولوازمها، أما من قالها ولو كررها آلافاً مؤلفة، صباحاً ومساءً فإنها لا تنفعه شيئاً إلا إِذَا عرف معناها ثم عمل بمقتضاها ولوازمها، ومن ذلك العلم بها، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ) [1] ، وقال - صلى الله عليه وسلم - في صحيح مسلم أَيْضاً (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ دَخَلَ

(1) وهذا نص الحديث ( ... عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي مَسِيرٍ قَالَ فَنَفِدَتْ أَزْوَادُ الْقَوْمِ قَالَ حَتَّى هَمَّ بِنَحْرِ بَعْضِ حَمَائِلِهِمْ قَالَ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ جَمَعْتَ مَا بَقِيَ مِنْ أَزْوَادِ الْقَوْمِ فَدَعَوْتَ اللَّهَ عَلَيْهَا قَالَ فَفَعَلَ قَالَ فَجَاءَ ذُو الْبُرِّ بِبُرِّهِ وَذُو التَّمْرِ بِتَمْرِهِ قَالَ وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَذُو النَّوَاةِ بِنَوَاهُ قُلْتُ وَمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ بِالنَّوَى قَالَ كَانُوا يَمُصُّونَهُ وَيَشْرَبُونَ عَلَيْهِ الْمَاءَ قَالَ فَدَعَا عَلَيْهَا حَتَّى مَلأَ الْقَوْمُ أَزْوِدَتَهُمْ قَالَ فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ لا يَلْقَى اللَّهَ بِهِمَا عَبْدٌ غَيْرَ شَاكٍّ فِيهِمَا إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام