فهرس الكتاب
الصفحة 86 من 239

رابع المسائل:

يؤخذ من قوله - سبحانه وتعالى: {عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ} أن أعداء الحق ليسوا من الإنس فحسب؛ بل هم على أشكال وأنواع، وعلى أجناس وألوان، فمنهم من هو عدو لله ورسوله وللحق المبين وهو من بني آدم، ومنهم من هو كذلك ولكنه من الجن، فهذان نوعان من أنواع أعداء الله.

قال ابن كثير - يرحمه الله - في [تفسيره] : '' (شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ) الشيطان كل من خرج عن نظيره بالشر، ولا يعادي الرسل إلا الشياطين من هؤلاء وهؤلاء، قبحهم الله ولعنهم ''.

قوله:(وَقَدْ يكُونُ لأَعْدَاءِ التَّوْحِيدِ عُلُومٌ كَثِيرَةٌ وَحُجَجٌ)

فيه ذكر لمسألتين اثنتين:

الأولى:

أن أعداء الإسلام والتوحيد صنفان:

الصنف الأول:

صنف مُقَلِّدٌ متبع ليس عنده إلا تقليد أعمى، واتباع مَقِيت، فليس ثَمَّ حجج ولا بينات يعرفها ويلقيها على أتباع الحق.

وأما الصنف الثاني:

فأناس عندهم معرفة وعلوم يأخذونها تُكْأَة لهم في نُصْرة باطلهم ودحض الحق المبين.

وفي قوله: (قد يكون) إشارة إِلى ذينك الصنفين؛ لأنه قد

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام